الأربعاء 4 يونيو 2025

اقتصاد

«الغرف العربية»: المنطقة العربية مؤهلة لتكون مركزًا لوجستيًا عالميًا.. و57.6 مليار يورو حجم التجارة مع ألمانيا

  • 27-5-2025 | 12:23

جانب من اللقاء

طباعة
  • أنديانا خالد

أكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، أن المنطقة العربية تمتلك كافة المقومات التي تؤهلها لتكون مركزًا لوجستيًا عالميًا، مستندة إلى موقعها الاستراتيجي واستثماراتها المتزايدة في البنية التحتية الحديثة، مشددًا على أهمية التحول الرقمي والتعاون الدولي لمواجهة التحديات المتنامية التي تهدد استقرار سلاسل الإمداد العالمية.

جاء ذلك خلال كلمته في «الملتقى الاقتصادي العربي – الألماني» السنوي الثامن والعشرين، الذي عُقد في العاصمة الألمانية برلين خلال شهر مايو 2025، بمشاركة نخبة من كبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين من العالم العربي وألمانيا.

تحولات في قطاع اللوجستيات والطيران

أوضح الدكتور حنفي أن قطاع اللوجستيات والطيران يواجه تحولات جذرية نتيجة الصراعات الإقليمية، والتوترات التجارية بين القوى العالمية، والتحديات الاقتصادية والمناخية، لافتًا إلى أن هذه الظروف تتطلب استراتيجيات مبتكرة تعتمد على الرقمنة، وتنويع خطوط الإمداد، وبناء سلاسل توريد أكثر مرونة. وأضاف أن الاضطرابات الجيوسياسية – مثل الحرب في أوكرانيا والهجمات في البحر الأحمر – أدت إلى تعطيل ممرات الشحن العالمية، مما تسبب في ارتفاع تكاليف النقل وتأخير الإمدادات، حيث ارتفعت تكلفة الشحن البحري بنسبة 250%، فيما زادت مدة الرحلات بين آسيا وأوروبا بنحو 10 إلى 15 يومًا.

دعوة لإعادة هندسة الشبكات اللوجستية

ودعا الأمين العام لاتحاد الغرف العربية إلى ضرورة إعادة هندسة الشبكات اللوجستية عبر التخزين اللامركزي، واعتماد الممرات الذكية متعددة الوسائط، إلى جانب الاستثمار الجريء في التقنيات الناشئة كالذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، مؤكدًا أن التحول نحو الطيران المستدام، من خلال الطائرات الكهربائية والهيدروجينية والمطارات الذكية، أصبح ضرورة لمواكبة المتغيرات العالمية.

وأشار إلى أنّ التحولات المناخية أثّرت بدورها على البنية التحتية الحيوية، مستشهدًا بإغلاق قناة بنما بسبب الجفاف عام 2023، وهو ما أدى إلى تقليص حركة السفن اليومية بنسبة 30%، مسببًا اضطرابات كبيرة في سلاسل الإمداد. وفي هذا السياق، أشار حنفي إلى تبني الاتحاد الأوروبي آلية ضبط الكربون (CBAM) وتطبيقها تدريجيًا حتى 2034، مما يعزز التوجه نحو اللوجستيات الخضراء.

57.6 مليار يورو حجم التجارة العربية الألمانية

وفي استعراضه للعلاقات الاقتصادية بين العالم العربي وألمانيا، كشف حنفي أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ 57.6 مليار يورو خلال عام 2024، مشيدًا بمتانة هذه الشراكة التي تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون الاقتصادي والابتكار. ولفت إلى أن ألمانيا تمتلك خبرات متقدمة في مجالات الهندسة والرقمنة والصحة، بينما تزخر الدول العربية بالموارد الطبيعية والطاقات البشرية المؤهلة، مما يفتح آفاقًا واسعة للتكامل التنموي بين الجانبين.

فرص واعدة في الغذاء والصحة

وتطرّق حنفي إلى تحديات الأمن الغذائي في العالم العربي، مشيرًا إلى أن المنطقة تستورد أكثر من 50% من احتياجاتها الغذائية بتكلفة تتجاوز 110 مليارات دولار سنويًا، بينما تؤثر التغيرات المناخية على 20% من الأراضي الزراعية. ودعا إلى الاستثمار في تقنيات الزراعة الذكية والاستدامة المائية.

وفي القطاع الصحي، أشار إلى أن سوق الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مرشّح للوصول إلى 185 مليار دولار بحلول 2027، بنمو سنوي يبلغ 5.4%. وأضاف أن ألمانيا تصدّر معدات طبية للمنطقة بقيمة 4.7 مليار يورو سنويًا، ما يعكس الإمكانات الهائلة لتعميق التعاون في التكنولوجيا الطبية، لاسيما في ظل التوجه المتزايد نحو الاستثمار في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية، إذ تجاوزت الاستثمارات الألمانية المباشرة في الدول العربية 12 مليار يورو.

التعاون سبيل المستقبل

واختتم الدكتور خالد حنفي كلمته بالتأكيد على أهمية العمل المشترك والتنسيق المستمر بين القطاعين العام والخاص في العالم العربي وألمانيا، من أجل تحقيق تنمية مستدامة ومبتكرة تعود بالنفع على الشعوب والاقتصادات، مضيفًا: "الخريطة اللوجستية العالمية تُرسم من جديد، ومن لا يتكيف اليوم سيخسر غدًا. بالتعاون والابتكار، يمكننا أن نكون في قلب النظام اللوجستي العالمي الجديد".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة