الخميس 31 يوليو 2025

تحقيقات

جهود القاهرة لا تتوقف.. خبراء: مساعي وقف إطلاق النار تصطدم بالتعنت الإسرائيلي

  • 27-5-2025 | 15:48

غزة

طباعة
  • محمود غانم

تسارعت في الساعات الأخيرة التحركات الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، غير أنها تصطدم بتعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المتمسك بأن أي اتفاق يجب أن يخلو من أي ضمانات قد تلزم بلاده بإنهاء الحرب المستمرة على القطاع الفلسطيني منذ حوالي 20 شهرًا.

وتواصل مصر بالتعاون مع الولايات المتحدة وقطر مساعي تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، حيث يدور الحديث عن أنه جرى تقديم مقترح للأطراف يتضمن إطلاق حركة حماس سراح 10 أسرى إسرائيليين من قطاع غزة على دفعتين، مقابل هدنة تتراوح بين 60 يومًا.

ومن ناحيتها، أكدت حركة حماس أنها لن تقبل بأي اتفاق يخلو من ضمانات جدية تلزم إسرائيل بإنهاء الحرب، التي سبق أن تنصلت من التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق يناير الماضي، في حين لا تزال الأخيرة ترفض إلى الآن القبول بأي اتفاق يلزمها بوقف إبادتها ضد فلسطينيي غزة.

ومن جانبه، أكد مصدر مصري مسؤول، أمس الاثنين، استمرار التنسيق المصري القطري الأمريكي بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بغزة، مشددًا على أن هناك "اتصالات مصرية مكثفة من أجل تقريب وجهات نظر الأطراف المعنية للعودة للتهدئة".

واشار إلى أن "الاتصالات جارية مع كافة الأطراف في محاولة للتوصل لاتفاق في أقرب وقت ممكن"، مطالبًا إسرائيل وحماس بإبداء المرونة اللازمة للتوصل لاتفاق لمواجهة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

وفي هذا الإطار، أكد خبراء أن مساعي الوسطاء الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار في غزة تصطدم بتعنت المحتل الإسرائيلي، الذي يتعمد وضع شروط معقدة لإفساد العملية التفاوضية. 

وأوضح الخبراء، في حديثهم لـ"دار الهلال"، أن العملية التفاوضية تفتقر إلى ضغوط حقيقية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بل تكاد تكون منعدمة أصلًا.

 

المساعي لا تتوقف

بدوره، أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن من "غير الممكن" توقف التحركات الجارية من قبل مصر وقطر والولايات المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى لو كانت نسبة نجاحها واحدًا بالمائة.

وأوضح الدكتور سلامة، في حديث لـ"دار الهلال"، أن هذا المسعى مشكور من هذه الدول، خصوصًا مصر، التي تعمل على تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع، مؤكدًا أن القاهرة لا تدخر جهدًا لحقن دماء الفلسطينيين، في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضدهم.

وأكد أن نتائج الجهد المصري المبذول لتحقيق التهدئة في غزة تتوقف على عدة عوامل، أبرزها عدم التزام إسرائيل بأي تعهدات، حتى إن تم التوصل إليها، كما أنها لا تتوقف عن إطلاق التصريحات الاستفزازية، سواء فيما يتعلق بالقطاع أو القدس، فضلًا عن أن هذه المحادثات تُعقد في ظل تحركاتها لتوسيع الحرب، بما يضمن سيطرتها على نحو 70 بالمائة من مساحة القطاع، وفق أحدث الخطط المعلنة.

وأشار إلى أن كل ذلك يؤكد أن سياسة استهلاك الوقت التي تنتهجها إسرائيل لا تزال تتصدر المشهد، ونتيجة ذلك المزيد من الشهداء والمصابين.

وبشأن الموقف الأمريكي، أكد أستاذ العلوم السياسية، أن الولايات المتحدة لا تمارس أي ضغوط حقيقية لدفع إسرائيل نحو إنهاء الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن ما يتصدر المشهد لا يتعدى كونه مجرد تصريحات إعلامية لامتصاص الغضب العالمي، أما على الأرض، فما تزال مستمرة في تقديم الدعم، وذلك على الصعيدين العسكري والسياسي.

 

فرصة جيدة

في غضون ذلك، يؤكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أهمية مفاوضات وقف إطلاق النار المنعقدة في الدوحة بين حركة حماس وإسرائيل، خاصة بعد التعديات الإسرائيلية الكثيرة على المواطنين الفلسطينيين، بعد خرق اتفاق الهدنة في مارس الماضي.

وأوضح الدكتور صادق، في حديث لـ"دار الهلال"، أن هذه المفاوضات فرصة جيدة للطرفين، سواء حماس أو المحتل الإسرائيلي، للدخول في عملية تفاوضية جديدة وإنهاء العملية العسكرية أو الجدلية العسكري القائم حاليًا.

وشدد على أن المعضلة التي تواجه المفاوضات، تكمن في طريقة التعامل الإسرائيلي، خصوصًا ما يتعلق بالاشتراطات المعقدة، إضافة إلى مسألة نزع سلاح حماس، والمسألة المتعلقة أيضاً بوضع بعض القيود والعراقيل التي تحول دون تحقيق نجاح العملية التفاوضية.

ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن إسرائيل أمام فرصة الآن، خصوصًا أن الهدفين الأساسيين لإسرائيل من وراء حربها على غزة، وهما إعادة المحتجزين والقضاء على حركة حماس، لم يتحققا من خلال العملية العسكرية منذ السابع أكتوبر 2023 حتى تاريخه، وبالتالي، أمام إسرائيل فرصة، وأمام حماس التي قدمت تسهيلات كثيرة فرصة أيضًا.

وأكد أهمية أن يكون هناك ضغوط أمريكية في إطار العملية التفاوضية، حيث إنه إلى الآن لا يوجد ضغط يُذكر من الولايات المتحدة، أو على الأقل، هو مجرد حديث خافت وعلى استحياء، مؤكدًا أن هذه فرصة لجميع الأطراف للدخول في عملية تفاوضية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة