في سجل الإبداع العربي، يتصدر اسمه صفحات المجد والتميز، إنه الكاتب الذي أعاد تشكيل ملامح الدراما المصرية، وارتقى بها من مجرد سرد للحكايات إلى عمل فني يحمل هموم الإنسان والمجتمع، أسامة أنور عكاشة، صاحب القلم الذي لامس القلوب والعقول، ومهندس الدراما الذي ترك إرثا فنيا زاخرا بالرؤى، والرسائل، والصدق الإنساني.
أسامة أنور عكاشة
وُلد أسامة أنور عكاشة في 27 يوليو عام 1941م، بمدينة طنطا في محافظة الغربية، تخرج من كلية الآداب بقسم الدراسات النفسية والاجتماعية في جامعة عين شمس عام 1962م، وبعد تخرجه عمل أخصائيًّا اجتماعيًّا في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم عمل مدرسًا في مدرسة بمحافظة أسيوط، وتنقل من وظيفة لأخرى، حتى قرر أن يتفرغ ويتجه للكتابة والتأليف.
تعددت أعمال أسامة أنور عكاشة فتميز بغزارة انتاجه وخاصة في كتابة المسلسلات، فهو من أشهر كتاب المسلسلات في مصر والشرق الأوسط، حظت أعماله على شعبية جماهيرية كبيرة فمن الأعمال العالقة بأذهاننا هي: "ليالي الحلمية"، و"الشهد والدموع"، و"أرابيسك" و"زيزينيا"، "رحلة أبو العلا البشري"، و مسلسل "المصراوية"، الذي يُعد آخر أعماله التليفزيونية وحصل المسلسل على جائزة أفضل عمل في الجزء الأول منه وعُرض في سبتمبر عام 2007، فتدور أحداث المسلسل عن تاريخ الشعب المصري منذ عام 1914.
رُغم إن عكاشة من طنطا إلا أنه كان محبًا للإسكندرية، فكان يعشق الكتابة لها فتعتبر كمصدر الهامه حيث انجز معظم أعماله الأدبية بها، وظهر حبه لها في أعماله التلفزيونية، ومن هذه المسلسلات: "النوة"، "عفاريت السيالة"، "قال البحر" و"كناريا وشركاه"، "زيزينيا"، تحدث في مسلسلاته تلك عن مدينة الإسكندرية وأهلها، وملاامح الحياة بها، عاشت تلك الأعمال في ذاكرة ووجدان الشعب المصري والعربي.
فلم تقتصر أعماله على المسلسلات فقط بل وصلت إلى السينما والمسرح، فمن أشهر أعماله السينمائية: "كتيبة الإعدام"، "تحت الصفر"، "الهجامة"، "دماء على الإسفلت"، "الإسكندراني"، بينما جاءت أعماله المسرحية ومنها: "القانون وسيادته"، "البحر بيضحك ليه"، "الناس اللي في الثالث".
بينما جاءت مؤلفات الأدبية، فتعددت أعماله الروائية والمجموعات القصصية فجاءت أعماله الروائية ومنها: "أحلام في برج بابل"، و"منخفض الهند الموسمي"، و"وهج الصيف"، و "سوناتا لتشرين". أما مجموعاته القصصية منها: "خارج الدنيا" و"مقاطع من أغنية قديمة"، رحل عميد الدراما العربية أسامة أنور عكاشة عن عالمنا يوم الجمعة 28 مايو 2010، بعدما ترك أعماله ستظل خالدة وحيه مهما مر الزمن.