تواترت أنباء إيجابية بشأن احتمالية التوصل إلى اتفاق للتهدئة في قطاع غزة، بعد أن أكد مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن جهود الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل على وشك أن تُكلَّل بالنجاح، حيث توقّع إرسال اقتراح جديد قريبًا، بعد مراجعة الرئيس الأمريكي له.
وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين في البيت الأبيض، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث قال "ويتكوف" بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، إنهم "قريبون من تقديم وثيقة تفاهمات".
وأوضح أن الوثيقة من المفترض أن تُطرح على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم، لمراجعتها، معربًا عن أمله في إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار وحل طويل الأمد للنزاع في غزة.
وفي تعليقه على ذلك، أكد الرئيس دونالد ترامب، أنه يتعين على الأطراف في قطاع غزة أن توافق على الوثيقة التي قدّمها "ويتكوف".
موقف الأطراف
تصريحات "ويتكوف" جاءت بعد أن قالت حركة حماس إنها توصلت إلى اتفاق معه يحقّق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتدفّق المساعدات، وتولي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق.
وإضافة إلى ذلك، يتضمن الاتفاق إطلاق سراح 10 من المحتجزين الإسرائيليين وعدد من الجثث، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وذلك بضمان الوسطاء، وفقًا لـ"حماس"، التي أكدت أنها في انتظار الرد النهائي من الوسطاء على هذا الإطار.
في المقابل، نفى مصدر إسرائيلي رسمي صحة ما ذكرته "حماس"، مؤكدًا أن اقتراحها غير مقبول لدى بلاده والإدارة الأمريكية، طبقًا لما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وتبدي إسرائيل تعنتًا شديدًا فيما يتعلق بمطلب إنهاء الحرب على غزة، حيث تريد أن يخلوا أي اتفاق من أي ضمانات قد تلزمها بذلك، وهو ما يمثل "حجر عثرة" يعيق إنجاز أي اتفاق في إطار العملية التفاوضية.
كذلك أفاد مصدر إسرائيلي رسمي للقناة الـ12 العبرية، بأن بلاده ترفض بشدة الأفكار التي طرحتها "حماس" في المفاوضات في الأيام الأخيرة، وكذلك فعلت الولايات المتحدة، على حد زعمه.
ومع ذلك، أكدت هيئة البث العبرية أن هناك تفاؤلًا لدى المسؤولين الإسرائيليين من فريق التفاوض، لم يُسمع منذ توقيع الصفقة الأخيرة في يناير الماضي، غير أنها لم تصل إلى حد اختراق كبير حتى الآن.
وأضافت الهيئة أن الأيام القادمة حاسمة للغاية بشأن مسار المفاوضات، وذلك وفقًا لما أوردته عن مسؤولين زعمت أنهم مشاركون في المفاوضات.
وفي تأكيد على عرقلة إسرائيل لمسار المفاوضات، قالت الهيئة إن "تل أبيب إذا أبدت مرونة بخصوص إنهاء الحرب، سيتم توقيع الاتفاق غدًا".
غضب في إسرائيل
في مسار موازٍ، اقتحم متظاهرون إسرائيليون مبنى "قلعة زئيف" في تل أبيب، حيث ربطوا أنفسهم أمام مكتب رئيس الوزراء، وذلك بمناسبة مرور 600 يوم على اندلاع الحرب على غزة، وذلك ضمن موجة احتجاجات ضربت نواحي العاصمة العبرية، بحسب إعلام إسرائيلي.
وطالب المتظاهرون بإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى لدى حركة حماس، وفقًا لذات المصدر.
وتتّهم أطياف واسعة من المجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك عائلات الأسرى، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالسعي وراء الحفاظ على مصالحه السياسية، بالأخص الاستمرار في السلطة من خلال مواصلة الحرب ضد فلسطينيي غزة.
وجاءت هذه المظاهرات بعد ساعات من قيام عائلات الأسرى لدى "حماس"، بإغلاق حركة المرور على طريق سريع وسط العاصمة، داعين إلى إبرام اتفاق شامل يضمن إطلاق جميع ذويهم ولو على حساب وقف الحرب.
وأكدت العائلات أن ذويهم أصبحوا ضحايا سياسة رئيس الوزراء "الرخيصة"، حيث يفضّل إعادتهم عبر قوائم انتقائية، يُحكم على بعضهم بالمؤبد وعلى آخرين بالإعدام، بدلًا من إعادتهم جميعًا.
وتدعو عائلات الأسرى إلى إبرام اتفاق شامل يضمن تحرير جميع المحتجزين لدى "حماس"، وترفض أي مساعٍ لإبرام اتفاق جزئي.
ولا تمانع "حماس" الإفراج عن جميع المحتجزين لديها، مقابل وقف الحرب على غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل القطاع، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ويأتي هذا التصعيد من عائلات الأسرى بعد أن تراجع "نتنياهو" عن تصريحاته بشأن قرب تحقيق انفراجة في ملف ذويهم.
وكانت إسرائيل تستهدف من وراء الحرب على غزة، الممتدة منذ حوالي 20 شهرًا، تحرير أسراها من القطاع بالقوة، غير أنها فشلت في ذلك، بل مُنيت بانتكاسة بعد أن تسبب قصفها العشوائي في مقتل العشرات منهم.