قال د.أنور مغيث "الأستاذ بكلية الآداب -جامعة حلوان" أن أحمد لطفي السيد هو في الأساس رجل سياسة وكان يؤمن أن التربية والتعليم هما دواء الأمة المريضة. وفي مصر كانت السلطة في يد كبار الملاك في ظل نقص في الحراك الاجتماعي ومن هنا آمن أن التعليم هو محور الحراك الاجتماعي.
وأضاف مغيث حول دور أحمد لطفي السيد في دراسة الفلسفة بالجامعة المصرية، ضمن إحدى الجلسات الحوارية لندوة نظمتها دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت ممثلة في مركز تاريخ مصر الحديث والمعاصر بالإدارة المركزية للمراكز العلمية تحت عنوان "جامعة القاهرة في مئة عام ۱۹۲٥- ٢٠٢٥": "أحمد لطفي السيد تحدث عن مآرب مصر من التعليم والتي تتجاوز سوق العمل إلى ٣ مهام كبرى هى تحديد شخصية مصر، وتوطيد الروابط القومية، وخلق إرادة للأمة مستقلة عن إرادة الحكام، وكان ضد فكرة الجامعة الإسلامية وقال أنها ترويج للاحتلال المصريين".
وتابع: "في ظل ذلك شجع أحمد لطفي السيد على دراسة الفلسفة بهدف زيادة المتشابهات بين أفراد الأمة وخلق رأى عام وطني ومستنير يرتكز على معايير حكم فلسفية مثل العقل والإحصاء والمنفعة، وخلق المواطن الحر الواعي بمصلحة بلده".
وأشار مغيث إلى أن أحمد لطفي السيد خاض معركة في مواجهة الأزهر وبعض المفكرين مثل شبلي شميل كما وقف في وجه الاحتلال البريطاني حتى أن صحف فرنسا انتفضت بحجة القلق على عقائد المصريين من دراسة الفلسفة. كما عكف على ترجمات الفلاسفة وأهمهم أرسطو. وكان أحمد لطفي السيد يؤمن أن التعليم في الجامعة هدفه تربية العقل وليس امتلاء الحافظة.
أقيمت الندوة اليوم الخميس بمقر دار الكتب بكورنيش النيل، وبدأت فعالياتها بكلمات افتتاحية مختصرة حيث تحدث كل من د. أحمد الشربيني (مقرر الندوة) حول تاريخ إنشاء الجامعة من منظور التحديات والمشكلات التي واجهتها سواء كان في توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة لبدء عملية التدريس. كما واجهت الجامعة تحديات أمنية بسبب تضييق الاحتلال البريطاني على الجامعة.