تتجه حركة حماس إلى رفض المقترح الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي يبدو بوضوح أنه يميل لصالح إسرائيل، ويعدّ انقلابًا على ما تم التوافق عليه مع المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حيث أكدت مصادر أن المقترح بأكمله تمت صياغته بأقلام الوزير الإسرائيلي، رون دريمر.
موقف حماس
بعد إعلان الولايات المتحدة أن إسرائيل وافقت على مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وأصبحت بانتظار رد حركة حماس، أكدت الأخيرة، أنها تدرس المقترح الأمريكي بمسؤولية، وبما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، ويضمن إغاثته، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع.
يأتي ذلك بينما أكد مسؤول كبير في الحركة أن "الحركة سترفض اقتراح وقف إطلاق النار في غزة الذي قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف"، مرجعًا ذلك إلى غياب بروتوكول إنساني يسمح بدخول مئات الشاحنات يوميًا إلى القطاع، وفق تقارير إعلامية.
بينما أكد مسؤول آخر في حماس، أن المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول هدنة في غزة لا يستجيب لمطالب الحركة، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
ورغم أن حماس لا تزال تدرس الاقتراح، إلا أنه يتعارض مع مناقشات سابقة أجرتها مع مسؤولين أمريكيين، بحسب ما أفاد به المسؤول.
ورغم تصريحات المسؤول الحمساوي التي توحي باتجاه الحركة نحو رفض المقترح، إلا أن الموقف الرسمي لم يُحدد بعد.
وأكد البيت الأبيض، أمس الخميس، أن الولايات المتحدة قدمت لحماس اقتراحًا لوقف إطلاق النار، تدعمه وتوافق عليه إسرائيل، مشيرًا إلى أن المباحثات لا تزال جارية.
وفي إسرائيل، اكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة بالموافقة على المقترح الجديد الذي قدّمه ويتكوف للإفراج عنهم.
مقترح صيغ في "تل أبيب"
وتبنّى المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، مقترح الوزير الإسرائيلي رون دريمر، وتخلى عن المقترح الذي قدّمه رجل الأعمال الأمريكي الفلسطيني بشارة بحبح، والذي سبق أن رفضته "تل أبيب"، حسب تقارير إعلامية.
ويفسر ذلك سرعة موافقة إسرائيل على الاتفاق، خلافًا لعادتها في عرقلة أي مسار تفاوضي، إذ يبدو أنها وافقت على مقترح صيغ على أيدي مسؤوليها.
وعلى عكس حركة حماس، كانت إسرائيل ترفض حتى ليلة الخميس أي طرح بشأن التهدئة في غزة، إلا أن موقفها تبدل صباح ذلك اليوم.
ومن جانبها، تؤكد حماس، أنها ستقبل بأي طرح يُفضي إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل القطاع.
مقترح "ويتكوف"
وينص مقترح المبعوث الأمريكي على وقف إطلاق النار في القطاع لمدة 60 يومًا، وإطلاق سراح 28 محتجزًا إسرائيليًا (10 أحياء و18 متوفين) خلال الأسبوع الأول، مقابل الإفراج عن 125 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد، وتسليم رفات 180 فلسطينيًا.
ويؤكد المقترح، الذي يشير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسيطين مصر وقطر سيضمنون تنفيذه، على إرسال مساعدات إلى غزة فور توقيع حركة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.
كما تنص الخطة على أن تطلق حماس سراح آخر 30 محتجزًا إسرائيليًا من أصل 58، بمجرد التوصل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار، وفي المقابل، ستتوقف إسرائيل عن جميع عملياتها العسكرية بمجرد بدء سريان الهدنة.
وكانت إسرائيل تأمل من الحرب المستمرة منذ نحو 20 شهرًا تحرير أسراها من غزة بالقوة، لكنها فشلت في ذلك، بل مُنيت بانتكاسة بعد مقتل العديد منهم نتيجة القصف العشوائي.