30-5-2025 | 13:37
هبة عادل
في خطوة غير مسبوقة تُعدّ علامة فارقة في المشهد الثقافي بالعاصمة الإيطالية 'روما' ، أطلقت الأكاديمية المصرية للفنون برئاسة الاستاذة الدكتورة رانيا يحيى.. مبادرة فريدة من نوعها تهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون بين كبرى المؤسسات الثقافية الوطنية والدولية.
المبادرة تتعاون من خلالها الأكاديمية مع الدكتورة" داريا بوشكوفا" مديرة البيت الروسى بروما وأيضا بالتعاون مع المكتب الثقافي بالسفارة المصرية بروما برئاسة الدكتورة مروة فوزي.
تؤكد هذه المبادرة قدرة مديرة الأكاديمية على التزامها الراسخ بدعم الحضور الثقافي المصري في المحافل الدولية وتعزيز جسور التبادل الثقافي بين مصر والدول الكبرى ، فيما تهدف المبادرة لإلقاء سلسلة من المحاضرات الموسوعية التي يقدمها الباحث المصري شريف السباعي، المعروف بعمقه المعرفي وقدرته الفريدة على الربط بين الفنون والتاريخ والسياسة والدبلوماسية الثقافية ، ومن خلال هذه المحاضرات، تنفتح الأكاديمية المصرية على تعاون غير مسبوق مع مؤسسات مرموقة مثل البيت الروسي – مركز روسيا للعلوم والثقافة، التابع لشبكة روسوترودنيتشيستفو التابعة لوزارة الخارجية الروسية، ويأتي هذا التعاون الثقافي تتويجًا لرؤية فكرية ثاقبة أطلقتها الدكتورة رانيا يحيى ، حيث يتمثل جوهر المبادرة في تقديم مصر كمحفّز لحوار حضاري مشترك يربط ثقافات البحر المتوسط بأوروبا ، وهو مشروع طموح يُنبئ بانفتاح ثقافي واسع النطاق ويؤسس لشراكات طويلة الأمد في مجالات الفكر والفن والهوية.
وقد اختار السباعي أن يستهل هذا البرنامج بإحياء الذكرى الـ140 لأول بيضة إمبراطورية صاغها الفنان الروسي الشهير" بيتر كارل فابرجيه" بطلب من القيصر الكسندر الثالث عام 1885، وقدمها إلى الإمبراطورة" ماريا فيودوروفنا" ، ومن خلال محاضرته ، أعاد الباحث المصري قراءة هذه التحف الفنية المذهلة في ضوء رمزية مستمدة من الفن المصري القديم، كاشفًا عن أوجه الدهشة التي أثارتها هذه القطع بين ملوك وأباطرة وجامعي التحف، وعن المصير الغامض الذي واجهته بعد سقوط آل رومانوف، والعودة المفاجئة إلى دائرة الإهتمام المعاصر.
يشار إلى أنه في إطار هذه الرؤية الثقافية المتكاملة، لا يغيب عن الذاكرة الدور الذي لعبته مصر نفسها في تاريخ البيض الإمبراطوري لفابرجيه.
هكذا تواصل أكاديمية مصر للفنون في روما، بقيادة الدكتورة رانيا يحيى، لعب دور ريادي في ترسيخ الحضور المصري على الخارطة الثقافية العالمية، من خلال دعم الفكر المستنير وتقديم منصات حوار خلاّقة تحتفي بالتراث وتبني المستقبل.
و قد أكدت د. رانيا يحيى على امتداد العلاقات المصرية الروسية منذ عقود، مشيرة إنها درست على يد العديد من الأساتذة الروس بكونسيرفتوار القاهرة وزاملت عدد كبير من العازفين بدار الاوبرا، وفى نهاية اللقاء كرمت مديرة الأكاديمية المصرية للفنون بروما الدكتورة" داريا "مديرة البيت الروسى و أهدتها شهادة تقدير ودرع الأكاديمية تكريما وتشجيعا لهذا التعاون الثقافي والدبلوماسي المثمر.