الثلاثاء 29 يوليو 2025

تحقيقات

يبقى الباب مفتوحًا أمام إسرائيل لمواصل الإبادة.. كواليس رد حركة حماس على مقترح "ويتكوف"

  • 1-6-2025 | 11:54

غزة

طباعة
  • محمود غانم

ردت حركة حماس على مقترح المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بشأن التهدئة في قطاع غزة، بما يحقق المطلب الأسمى لأكثر من مليوني فلسطيني، المتمثل في إنهاء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل عليهم منذ 20 شهرًا، وهو المطلب الذي ما تزال تتنصل منه إلى الآن.

رد حماس

سلمت حركة حماس، أمس السبت، ردها على مقترح المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، بشأن التهدئة في قطاع غزة، وذلك بعد إجراء جولة مشاورات وطنية، وانطلاقًا من مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني ومعاناته، حسب قولها.

وجاء رد حركة حماس على مقترح "ويتكوف"، بما يحقق ثلاثة أهداف رئيسية هي: وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل من غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، حسب ما جاء في بيان صادر عنها.

وأوضحت أنه في إطار هذا الاتفاق، سيتم إطلاق سراح 10 من أسرى الاحتلال الأحياء لدى المقاومة، إضافة إلى تسليم 18 جثمانًا، مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.

وفي المقابل، لم يعجب رد حركة حماس، الولايات المتحدة، حيث أكد مبعوثها إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن ردها "غير مقبول" على الإطلاق.

ودعا "ويتكوف" حماس إلى قبول الاتفاق الذي قدمه "كأساس لمحادثات غير مباشرة"، باعتبار أن ذلك الطريقة الوحيدة للتوصل إلى اتفاق هدنة لـ60 يومًا خلال الأيام المقبلة، وفق قوله.

وأشار المبعوث الأمريكي إلى أنه خلال سريان الهدنة سيتم التفاوض الجاد بحسن نية عبر محادثات غير مباشرة في محاولة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وتخشى "حماس" من أن تتنصل إسرائيل من مسألة إنهاء الحرب، خاصة أنها سبق أن تنصلت من استكمال اتفاق يناير 2025، الذي جاء بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تجنبًا لتحقيق ذلك.

ومرارًا، أكدت حماس، أنها ستقبل بأي طرح يُفضي إلى وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل القطاع.

من جانبها، أكدت إسرائيل -التي سبق أن قبلت بالطرح الأمريكي- أن رد حماس غير مقبول -كما قال "ويتكوف"- ويعيد الأمور إلى الوراء، مشيرة إلى أنها ستواصل إبادتها ضد فلسطينيي غزة.

وردًا على ذلك، أكدت حماس، أنها لم ترفض عرض وقف إطلاق النار الذي قدمه "ويتكوف"، مؤكدة أن موقف الأخير غير عادل وأظهر "تحيزًا كاملًا" لإسرائيل، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء عن مسؤول بها.

بماذا ردت حماس؟

في غضون ذلك، أكد مصدر أمريكي مشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار، أن "حماس" قبلت بالإطار العام للاتفاق، بما يشمل عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وعدد المعتقلين الفلسطينيين الذين ستطالب بإطلاقهم، إضافة إلى وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، وفق ما نقلته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.

غير أنها في مقابل ذلك، طرحت ثلاثة مطالب لتعديل المقترح، منها أن تتم عملية إطلاق سراح الأسرى بوتيرة أبطأ تمتد إلى اليوم الـ60، وجدول زمني أوضح لانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، إضافة إلى ضمانات أمريكية تؤكد أن المقترح سيقود إلى إنهاء الحرب بشكل نهائي، وأن إسرائيل لن تستأنف القتال بعد انتهاء مدة الهدنة حتى في حال عدم استكمال المفاوضات.

لماذا طرحت هذه التعديلات؟

وعددت حركة حماس الأسباب التي دفعتها إلى طرح هذه التعديلات على مقترح المبعوث الأمريكي:

  • أولًا: وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يومًا، ولكن بدون أي ضمانات أن يلتزم الجانب الإسرائيلي بذلك، لأنه يريد استلام أسراه في الأسبوع الأول.
  • ثانيًا: دخول المساعدات الإنسانية حسب الخطة الإسرائيلية، وليس كما كان قبل الثاني من مارس حسب اتفاق 19 يناير.
  • ثالثًا: إسرائيل تريد التفاوض على خرائط الانسحاب التي تم الاتفاق عليها في 19 يناير بناءً على التواجد العسكري الجديد لها.
  • رابعًا: لا ضمانات إطلاقًا لوقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية في نهاية المفاوضات.

ما هو مقترح "ويتكوف"؟

وينص مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف على وقف إطلاق النار في القطاع لمدة 60 يومًا، وإطلاق سراح 28 محتجزًا إسرائيليًا (10 أحياء و18 متوفين) خلال الأسبوع الأول، مقابل الإفراج عن 125 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد، وتسليم رفات 180 فلسطينيًا، بحسب "رويترز".

ويؤكد المقترح، الذي يشير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسيطين مصر وقطر سيضمنون تنفيذه، على إرسال مساعدات إلى غزة فور توقيع حركة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.

كما تنص الخطة على أن تطلق حماس سراح آخر 30 محتجزًا إسرائيليًا من أصل 58، بمجرد التوصل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار، وفي المقابل، ستتوقف إسرائيل عن جميع عملياتها العسكرية بمجرد بدء سريان الهدنة.

وبعد أن استأنفت إسرائيل حربها على قطاع غزة، في مارس الماضي، انتاب مسار المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس حالة من الجمود، إلا أن إفراج الأخيرة عن الأسير الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر بدون أي مقابل في وقت سابق من الشهر الجاري، أعاد لها الحياة من جديد.

وكانت حماس تعول من وراء هذه الخطوة، أن تدفع الولايات المتحدة، إسرائيل، إلى إنهاء الحرب على غزة، عبر الضغط عليها في إطار العملية التفاوضية، غير أن ذلك لم يتحقق إلى الآن.

الاكثر قراءة