الأربعاء 4 يونيو 2025

محافظات

أكبر معمرة في حجاج الجمعيات الأهلية بمطروح تؤدي مناسك الحج برفقة ابنها

  • 2-6-2025 | 12:03

الكعبة المشرفة

طباعة
  • دار الهلال

في مشهد مؤثر تختلط فيه دموع الفرح بذكريات الفقد، سطرت الحاجة أمغلية حسين مساعد أبو بكر، البالغة من العمر 97 عاما، واحدة من أروع قصص الإصرار والتشبث بالحلم، وهي تؤدي مناسك الحج هذا العام ضمن بعثة حجاج الجمعيات الأهلية، بعد انتظار دام سنوات طويلة ومحاولات متكررة لم تكتب لها التوفيق إلا في هذه المرة، وهي السابعة.

تنتمي الحاجة أمغلية إلى مركز الضبعة بمحافظة مطروح، ورافقها في رحلتها ابنها الأصغر، الحاج صالح خالد عبيده عيسى، البالغ من العمر 55 عاما، الذي روى بصوت مفعم بالمشاعر تفاصيل قصتها الملهمة نيابة عنها قائلا: "من زمان وإحنا بنفكر إزاي نحقق حلم الحج لوالدتي، بس ماكناش بنلاقي وسيلة. كل فترة كنا نوديها عمرة، لكن كان هدفنا الكبير هو الحج.. وقدمنا لها حوالي 6 مرات، ودي السابعة، وربنا أكرمنا أخيرا".

وكان من المفترض أن يرافق الحاجة أمغلية في رحلتها أحد أبنائها الذي تقدم بالطلب، إلا أنه توفي - رحمه الله - أواخر شهر رمضان الماضي، وهو ما أضاف بعدا إنسانيا مؤلما للموقف.

وأضاف نجلها: "أخويا - رحمه الله - كان ناوي يسافر مع أمي مرافق، لكن توفاه الله قبل السفر، وتقدمنا بطلب للسيد المحافظ الدكتور خالد شعيب بالتدخل لتغيير اسم المرافق، والذي خاطب وزيرة التضامن. شعرنا بإرادة الله حاضرة معنا، حيث فوجئنا في اليوم التالي مباشرة باستجابة وزيرة التضامن الدكتورة مايا مرسي، والموافقة على مرافقتي لوالدتي بشكل سريع جدا".. رافعا يديه بالدعاء لوزيرة التضامن.

وأشاد الابن بجهود المشرفين على حج الجمعيات الأهلية قائلا: "الكل أثنى على حج الجمعيات وعلى الخدمات والتسهيلات التي تقدمها. وفعلا وجدنا معاملة إنسانية راقية، وكان عندنا يقين أننا اخترنا الطريق الصحيح باختيارنا الحج عبر المؤسسة القومية لتيسير الحج، والحمد لله رب العالمين".

رغم بلوغها 97 عاما، إلا أن الحاجة أمغلية ما زالت قوية الإرادة، صابرة، محتسبة، وهي أم لأربعة بنات وأربعة أولاد، فقدت منهم بنتين وولدين.

قال ابنها: "هي أعظم أم في الدنيا.. وأقل حاجة أقدر أقدمها لها إننا نحقق لها حلم عمرها.. السكينة اللي حاسين بيها، والبعد عن المشاحنات، والروحانيات اللي عايشينها هنا، كلها حاجات ما تتوصفش.. ربنا يتقبل منها ويجعل حجها مبرور".. واختتم حديثه بتوجيه الشكر لكل من ساهم في تحقيق هذا الحلم.

الاكثر قراءة