في وقت تتعاظم فيه أهمية الأمن الغذائي وتستعد فيه الدولة المصرية بكامل أجهزتها لموسم عيد الأضحى المبارك، تبرز جهود وزارة التموين والتجارة الداخلية كخط دفاع أول في توفير اللحوم والدواجن للمواطنين بأسعار عادلة وجودة مضمونة.
وفي قلب هذه الجهود، تأتي الشركة المصرية للحوم والدواجن والتوريدات الغذائية، الذراع التنفيذي النشط في هذا الملف الحيوي، والتي سجلت مؤخرًا طفرات في الإنتاج والمبيعات بفضل خطة تطوير متكاملة للمجازر، والمخازن، والمنافذ، والمصانع.
في هذا الحوار الخاص لـدار الهلال، يكشف المهندس عادل رشدي، العضو المنتدب التنفيذي للشركة، عن كواليس الاستعداد لعيد الأضحى، ومعدل الذبح اليومي، والتوسعات المرتقبة في المنافذ، وخطط تصنيع اللحوم، فضلًا عن مستجدات الاستيراد، والمخزون الاستراتيجي، والمستهدفات الاستثمارية الجديدة.
وإليكم نص الحوار:
كيف استعدت الشركة لموسم عيد الأضحى من حيث الإنتاج وتوافر اللحوم؟
في إطار توجيهات الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، وبتنسيق كامل مع قيادات الوزارة، وضعنا خطة متكاملة لضمان توافر اللحوم والدواجن بجميع أنواعها في منافذ المجمعات الاستهلاكية والشوادر المنتشرة في المحافظات، وذلك بأسعار تناسب احتياجات جميع الفئات.
وقمنا بضخ كميات كبيرة من اللحوم السودانية الطازجة واللحوم المجمدة، إضافة إلى الخراف البلدية الحية والأبقار، والدواجن المجمدة، وكل ذلك تم توزيعه على منافذنا في مختلف المحافظات، وجرى بالفعل افتتاح 21 شادراً رئيسياً لبيع الخراف الحية بأسعار تقل كثيرًا عن السوق الحر.
والشركة بدأت استعداداتها قبل موسم العيد بفترة طويلة، حيث كثفنا الجهود في إدارة المزارع والمجازر والمخازن التابعة لنا، وأيضا التركيز الأكبر كان على تجهيز الحظائر الخاصة بالخراف – سواء البلدي أو المستورد – وكذلك مراعاة المعايير البيطرية والتخزينية لضمان سلامة اللحوم.
نحن نتحدث عن معدل ذبح يومي يتجاوز 200 خروف خلال أيام العيد، وهو رقم كبير يعكس حجم الطلب المتوقع، خصوصًا في القاهرة الكبرى، فإن الخراف البلدي تأتي في مقدمة الطلبات، يليها الخراف الهندية والإثيوبية التي نوفرها بأسعار تنافسية وجودة متميزة، كما لدينا مجازر مرخصة، ونلتزم بالكامل بإجراءات الذبح الشرعي.
في ظل الحديث عن وباء الكوليرا بالسودان.. ما هو الوضع الحالي لواردات اللحوم من هناك؟
أؤكد أنه لا توجد أي مشكلات في استيراد اللحوم من السودان في الوقت الحالي، ونتابع الوضع الصحي والوبائي بشكل دائم مع الجهات المختصة، ولا يتم السماح بدخول أي شحنة إلا بعد التأكد من مطابقتها لكافة اشتراطات السلامة والجودة.
كما أن هناك مناشئ جديدة سيتم الإعلان عنها قريبًا، ونعمل حاليًا على إبرام عقود استيراد للحوم المبردة والحية لصالح السوق المحلية عبر وزارة التموين، في إطار خطة تأمين الغذاء وتوسيع خيارات الاستيراد.
ما أبرز المناشئ التي يتم الاعتماد عليها حاليًا في توفير اللحوم والدواجن؟
نطرح اللحوم الطازجة والمجمدة والحية من دول متعددة مثل السودان والهند والأوروجواي، كما نوفر الدواجن المجمدة البرازيلية بكميات ضخمة، بالإضافة إلى الأسماك والقشريات القادمة من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية والقطاع الخاص.
وما أبرز أصناف اللحوم والسلع التي توفرونها حاليًا، وما هي أسعارها مقارنة بالسوق الحرة؟
نحن ملتزمون بتوفير اللحوم بأسعار مدعومة جزئيًا من الدولة، وهذا انعكاس مباشر لتوجيهات القيادة السياسية والحكومة بضبط الأسواق وحماية المستهلك، كما حددنا أسعار اللحوم والسلع بالتعاون مع الشركة القابضة للصناعات الغذائية، وكانت كالتالي:
- لحم بقري طازج: 350 جنيهًا
- لحم جاموسي طازج: 260 جنيهًا
- لحم سوداني طازج: 285 جنيهًا
- لحم مجمد: 210 جنيهات
- الضأن البلدي المذبوح: 400 جنيه
- الضأن المجمد: 390 جنيهًا
- الخراف الحية: 225 جنيهًا للكيلو القائم
- الأبقار الحية: 190 جنيهًا للكيلو القائم
- الدواجن المجمدة: 110 جنيهات
- الكتف البتلو المجمد بالعظم: 190 جنيهًا
وهذه الأسعار تقل بنسبة كبيرة عن أسعار السوق الحرة، ونعمل جاهدين لضبط التكاليف وضمان توافر المعروض باستمرار دون انقطاع.
هل هناك رقابة على جودة اللحوم والدواجن المستوردة؟
بكل تأكيد فإنه لا يتم السماح بدخول أي شحنة إلا بعد اجتيازها لاختبارات دقيقة تشرف عليها الهيئة القومية لسلامة الغذاء، ويتم فحص كل شحنة في بلد المنشأ أولًا، ثم عند وصولها إلى الموانئ المصرية، ونقوم برفض أي شحنة غير مطابقة.
هل تؤثر المخاطر الوبائية مثل أنفلونزا الطيور في البرازيل على الواردات؟
لا.. لأن عمليات الاستيراد لدينا تخضع لدورة زمنية وتخطيط طويل الأمد، لدينا مخزون استراتيجي من الدواجن البرازيلية المجمدة يكفي لمدة 6 أشهر، وبحلول الوقت الذي نقوم فيه بطلب شحنات جديدة، تكون الدول المصدرة قد قضت تمامًا على أي أمراض أو أوبئة ظهرت مؤخرًا. وبالتالي لا تأثير فعلي على وارداتنا.

هل هناك نتائج مالية متوقعة لهذا الموسم؟ وكيف تقيسون النجاح؟
نعم.. المؤشرات الأولية تشير إلى أننا سنحقق أرباحًا قد تصل إلى 200% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، وهذا يعود إلى عوامل متعددة، أهمها تطوير البنية التحتية داخل الشركة، مثل تحديث عنابر الثلاجات، وتوسيع القدرة التخزينية، واستخدام وسائل نقل مبردة حديثة، كما استفدنا من عقود التوريد طويلة الأجل، والتي توفر استقرارًا في الأسعار.
وماذا عن قطاع الأسماك في الشركة؟ وهل هناك تطوير ملحوظ فيه؟
بالطبع، قطاع الأسماك يشهد طفرة حقيقية داخل الشركة، ولدينا حاليًا 13 معرضًا للأسماك في القاهرة والجيزة، ووفرنا أكثر من 20 نوعًا مختلفًا من الأسماك، من بينها البلطي، البوري، الماكريل، السردين، إلى جانب منتجات موسمية مثل الرنجة والفسيخ، والتي تمثل أكثر من 90% من مبيعات القطاع خلال الأعياد.
كما قدمنا عروض "صينية السمك" التي تشمل أرزًا وطحينة مع السمك، وهي تلقى رواجًا كبيرًا لأنها تقدم للعميل وجبة متكاملة بسعر مناسب، ونخطط قريبًا لتوسيع الانتشار في المحافظات، وإضافة خطوط إنتاج جديدة مثل "السمك الفيليه".
هل لديكم نية للتوسع في التصنيع الغذائي؟
بالفعل نعمل حاليًا على إعادة تشغيل مصنع "مدهشة" التابع للشركة بعد توقف دام أكثر من 15 عامًا، وبدأنا مؤخرًا التشغيل المبدئي لماكينة تقطيع اللحوم وماكينة الفرم، بطاقة إنتاجية تتراوح بين 200 إلى 300 كجم يوميًا لكل منهما، كما شغلنا ماكينة لإنتاج الثلج، وهي ضرورية لحفظ اللحوم والدواجن والأسماك.
وخلال شهرين من الآن، سيتم وضع رؤية متكاملة لتشغيل المصنع بالكامل لإنتاج أصناف مثل اللحم المفروم، السجق، الهامبرجر، واللانشون، ما يعزز قدرتنا على تقديم منتجات جاهزة للاستهلاك النهائي وبأسعار مناسبة.

ماذا عن جهود التطوير في المجازر والمخازن التابعة لكم؟
تم تنفيذ مشروع تطوير شامل بمجزرة البساتين في نوفمبر 2024، شمل 3 ثلاجات، وأسفر عن توفير 420 ألف جنيه شهريًا نتيجة تحسين كفاءة التشغيل، وتم دهان وصنفرة البالتات، صيانة أبواب وأرضيات الثلاجات، تركيب ستائر هوائية، وإضاءة داخلية، فضلًا عن تدوين درجات الحرارة يوميًا والتأكد من الالتزام بالمعايير، والثلاجات حاليًا تعمل عند درجة حرارة تصل إلى 15.4 تحت الصفر، وفقًا لاشتراطات هيئة سلامة الغذاء.
هل هناك مشروعات مستقبلية كبرى قيد الدراسة؟
نعم، ندرس حاليًا الاستفادة من قطعة أرض بمساحة 9 أفدنة مملوكة للشركة في العامرية بمحافظة الإسكندرية، وتضم الأرض ثلاجة بسعة 2500 طن، وميزان بسكول، وحظيرة مواشي، ما يمنحنا فرصة ممتازة لإنشاء مركز لوجستي جديد يخدم الوجه البحري بالكامل، فإن الدراسة في مراحلها النهائية وسنعلن عنها فور اعتماد الخطة الاستثمارية.

حدثنا عن جهود التحول الرقمي والتوسع في البيع الإلكتروني؟
نحن نواكب العصر، وبدأنا بعرض منتجاتنا على صفحتنا الرسمية على فيسبوك، وهناك إقبال جيد من الجمهور على متابعة العروض والخصومات، كما نجري حاليًا مفاوضات مع منصة "أمازون" لتوفير جزء من منتجاتنا عبر الإنترنت، وهو مشروع طموح قد يتحقق خلال 2025.
التوسع الإلكتروني ليس فقط في العرض، بل أيضًا في طرق الدفع والتوصيل، ونعمل على إدخال خدمات الدفع الإلكتروني والتوصيل للمنازل، خصوصًا في القاهرة الكبرى.
هل لديكم خطط استثمارية جديدة لتوسيع النشاط أو تطوير البنية التحتية؟
نعم، نعمل حاليًا ضمن خطة تطوير طويلة الأجل تشمل تحديث الثلاجات المركزية داخل الحظائر وتوسيعها، وإنشاء محال جديدة للحوم والأسماك، مثل المشروع الجاري في منطقة أحمد عرابي، وكذلك استثمار في قطاع التصنيع الغذائي لإنتاج منتجات مثل البرجر، واللانشون، والكفتة، ودخول قطاع الخضار والفاكهة من خلال ثلاجات مبردة مخصصة لهذا الغرض، وأيضا وضع خطة لنقل بعض المجازر إلى مناطق أكثر كفاءة لوجستيًا.
ما هي الرسالة التي توجهها للمواطن المصري بمناسبة عيد الأضحى؟
أقول للمواطن بكل ثقة اطمئن.. اللحوم متوفرة وبجودة عالية وأسعار عادلة، ونعمل على مدار الساعة من أجلكم، ونبذل كل الجهود لتأمين الغذاء بشكل محترم وآمن، ونعاهدكم بأننا مستمرون في تحسين الأداء ومواكبة طموحاتكم.