تخشى بعض النساء على أفراد أسرتها، من تدخين أحد عائلتها، أو نتيجة ما يعرف بالتدخين السلبي، حيث إن رائحته قد تتلاشى في الهواء، لكن أثارها يبقى عميقًا داخل أجساد أفراد البيت، خاصة الأطفال، فمع كل سيجارة تشتعل في المنزل، تتسلل السموم إلى الرئتين دون استئذان، لتسبب أمراض مزمنة وخطيرة، ولذلك نستعرض في السطور التالية مع استشاري توعية صحية، كيف يمكن لربة المنزل أن تحمي أسرتها من هذا الخطر؟ وما هي الخطوات الفعالة التي يمكن أن تتخذها لتحصين بيتها من أضراره؟
ومن جهته يقول الدكتور وائل صفوت استشاري الباطنة العامة والتوعية الصحية وعلاج التدخين، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن التدخين بمختلف أنواعه يمثل خطرًا مباشرًا على كافة أعضاء الجسم، لأنه يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم والأكسجين إلى الأعضاء الحيوية، مما يؤثر على كفاءة عملها بشكل عام، ويختلف تأثيره من شخص لآخر بحسب الاستعداد الوراثي، والحالة البدنية، والتاريخ الصحي العائلي.
وأضاف استشاري التوعية الصحية، سواء كان التدخين عبر السجائر التقليدية أو الشيشة أو الأنواع الإلكترونية "الفيب"، فجميع هذه الوسائل تحتوي على مادة النيكوتين، وهي مادة تؤثر على المخ والجهاز العصبي، وتسبب مشاكل كبيرة في شرايين القلب والدورة الدموية، ولكل منتج من منتجات التبغ أضرار تختلف باختلاف المواد الداخلة في تصنيعه، حيث أن:
-الشيشة تحتوي على الفحم، والمولاس، والجلسرين، والنكهات الصناعية، وكلها تزيد من أضرار الجهاز التنفسي.
-السجائر الإلكترونية تحتوي على جلسرين، وبروبيلين جليكول، وزيوت عطرية، وعند استنشاقها تتراكم في الرئتين وتتسبب في مرض خطير يُعرف بـ"رئة الفشار"، وهو التهاب مزمن يضعف الشعب الهوائية، فتفقد شكلها الطبيعي ووظيفتها الحيوية.
وأشار إلى أن المرأة تتأثر بالتدخين بشكل أكبر من الرجل، نظرًا لاختلاف بنيتها الجسدية والهرمونية، ومن أبرز الأضرار التي تتعرض لها النساء نتيجة التدخين:
ضعف الخصوبة أو العقم
سقوط الحمل المتكرر
شيخوخة مبكرة للجسم والجلد
تدهور الصحة العامة والجمال الطبيعي
وأكمل، أن المرأة داخل الأسرة تحمل دورًا محوريًا في الحماية من التدخين، وهي مسئولية تتدرج من الوقاية وحتى المساندة النفسية والدعم العلاجي، ويمكن تلخيصها في ثلاث مراحل أساسية:
- نشر الوعي داخل المنزل بمخاطر التدخين، وتأثير التدخين السلبي على الأطفال، وتحفيز الأبناء والزوج على تجنب التبغ بكل أشكاله.
-من المهم أن يشعر الأبناء والزوج أن الأم أو الأخت صديقة يمكنهم اللجوء إليها في حال تعرضوا لضغط أو بداية إدمان للسجائر الإلكترونية أو أي أنواع من التدخين، دون خوف أو تردد.
-إذا قرر أحد أفراد الأسرة الإقلاع عن التدخين، فعلى المرأة أن تكون أول الداعمين له، نفسيًا ومعنويًا، وتشجيعه على طلب العلاج والمساعدة الطبية إن لزم الأمر.