الأربعاء 4 يونيو 2025

أخبار

وزير الصحة: نجاح مصر في السيطرة على التهاب الكبد B محطة فارقة في مسيرة النظام الصحي

  • 2-6-2025 | 14:47

الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان

طباعة
  • دار الهلال

قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار إن نجاح مصر في تحقيق الهدف الإقليمي للسيطرة على مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي من النوع "B" يشكل محطة تحول فارقة في مسيرة النظام الصحي المصري، ويعكس التزام الدولة الراسخ بكافة مؤسساتها لحماية صحة المواطن وتعزيز الوقاية والتغطية الصحية الشاملة.

جاء ذلك خلال حضور الوزير لفعاليات الاحتفال بإعلان مصر أول دولة تبلغ المستوى الإقليمي للسيطرة على مرض الإلتهاب الكبدي الفيروسي B، حيث تسلم شهادة دولية من منظمة الصحة العالمية، توثق نجاح مصر في تحقيق الهدف الإقليمي للسيطرة على مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي "B"؛ لتصبح بذلك أول دولة في إقليم شرق المتوسط تبلغ هذا المستوى من السيطرة، في خطوة وُصفت بالبارزة على المستويين الإقليمي والدولي.

وأضاف عبدالغفار "أن الدولة بقيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تضع الملف الصحي في صدارة أولوياتها، انطلاقًا من رؤية وطنية طموحة تستند إلى ترسيخ مفاهيم الأمن الصحي، وتوطين صناعة الأدوية واللقاحات".

وتابع "أن الالتهاب الكبدي الفيروسي B لا يزال يمثل أحد أبرز التحديات الصحية عالميًا، بالنظر إلى تداعياته الخطيرة إذا لم يُكافَح"، منوهًا بأن منظمة الصحة العالمية قد وضعت هدفًا للقضاء عليه بحلول عام 2030.

واستعرض الوزير جهود وزارة الصحة ممثلةً في قطاع الطب الوقائي منذ عام 2008 وحتى 2024، مشيرًا إلى أن معدل انتشار الفيروس في الفئات العمرية تحت سن 60 عامًا انخفض بنسبة 15% مقارنة بعام 2015، بينما تراجعت نسب الإصابة بين الأطفال دون العاشرة بمقدار 50% لتبلغ النسبة بين من هم دون سن الخامسة أقل من 1%، حسب نتائج المسوح القومية.

وأشار إلى ما حققته مصر في مجال مكافحة الأمراض المستهدفة بالتطعيم، إذ حصلت البلاد على الإشهاد الدولي بخلوها من شلل الأطفال، بالإضافة إلى النجاح في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية والتيتانوس الوليدي والدفتيريا، مؤكدًا أن هذه الإنجازات تتكامل مع ما يبذله القطاع الوقائي من جهود في مكافحة الفيروسات الكبدية، عبر أنشطة الترصد والرصد المعملي ومكافحة العدوى.

وأوضح أن البرنامج الموسع للتطعيمات يُعد من الركائز الأساسية في تحقيق هذا الإنجاز، بفضل تغطيته المرتفعة وتخطيطه المنهجي وتكامله بين الفرق المركزية والميدانية، حيث فاقت نسبة التغطية التطعيمية 95%.

كما تم تحديث البنية التحتية للتطعيمات من خلال التحول الرقمي وميكنة الإجراءات، ما أتاح اتخاذ قرارات مستندة إلى بيانات لحظية دقيقة، وساهم في رفع معدلات الوصول للخدمة وتقليل الفاقد وتحقيق العدالة الصحية، بجانب تطوير سلسلة التبريد ورفع كفاءة العاملين.

ولفت إلى أن جهود الدولة تركزت على إتاحة التطعيم ضد فيروس B مجانًا لكل المواليد في مصر من المصريين وغير المصريين، مع توفير جرعة الميلاد خلال الساعات الأولى من عمر الطفل، وتقديم الأمينوجلوبيولين المناعي للمواليد من أمهات يحملن الفيروس، لحمايتهم من العدوى.

ونوه الوزير بأن جهود الوزارة لم تقتصر على الأطفال، بل امتدت لتشمل الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل: الفرق الطبية، والمخالطين للحالات المصابة، ومرضى الغسيل الكلوي، والمصابين بفيروس نقص المناعة.

وأكد أن اعتماد هذا النهج الوقائي المتكامل مثل حجر الزاوية في تحقيق هذا الإنجاز، مضيفًا أن الوزارة حرصت على التعاون مع الشركاء لتأسيس التحالف المصري لمصنعي اللقاحات (EVMA)، كخطوة استراتيجية لضمان الاكتفاء الذاتي واستدامة التوريد وتعزيز التصنيع الحيوي الوطني.

وأشار إلى أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الجهود الجماعية والتنسيق المحكم بين الشركاء، من فرق العمل داخل الوزارة إلى منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية الداعمة.

واعتبر أن التجربة المصرية تمثل نموذجًا ناجحًا في تكامل الإرادة السياسية مع الدعم الفني والمؤسسي، وأن العمل الجماعي والتخطيط الاستراتيجي والالتزام الوطني قادرون على تحويل التحديات إلى إنجازات واقعية.

ووجه الوزير - في ختام كلمته - الشكر والتقدير إلى العاملين بقطاع الطب الوقائي بكافة محافظات الجمهورية، وإلى جميع الشركاء المحليين والدوليين الذين ساهموا في هذا الإنجاز، واصفًا إياه بأنه مصدر فخر لكل مواطن.

من جهتها..هنأت الممثل الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية الدكتورة حنان بلخي مصر على هذا الإنجاز، وتحقيق الهدف الإقليمي للسيطرة على الإلتهاب الكبدي الفيروسي بي، مؤكدةً أن مصر تمتلك كفاءات بشرية مؤهلة للمنافسة عالميًا.

وقالت "إن لجنة التحقق الإقليمية خلصت إلى أن مصر حققت المؤشرات الرئيسية المستهدفة، وعلى رأسها، خفض معدل انتشار الفيروس لدى الأطفال ممن تبلغ أعمارهم خمس سنوات فما فوق إلى أقل من 1%، وتحقيق تغطية تتجاوز 90% بالجرعة الثالثة من اللقاح لأكثر من عشر سنوات، و90% للجرعة الوليدة على مدى خمس سنوات".

من جانبه..أشاد رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي الدكتور هشام ستيت بهذا الإنجاز، مؤكدًا أنه لم يكن ليتحقق لولا دعم القيادة السياسية وتكامل مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة الصحة، التي وضعت ملف مكافحة الفيروسات الكبدية في صدارة أولوياتها الاستراتيجية، محققًة نجاحات متعاقبة، مشيرًا إلى أن الهيئة ساهمت بدور فعال عبر تأمين اللقاحات والمستلزمات الطبية وفق أعلى معايير الشفافية والكفاءة.

وأضاف أن التجربة المصرية تثبت أن التكامل المؤسسي هو السبيل الأمثل لتحقيق الأهداف الصحية القومية، لافتًا إلى أن هذا الإنجاز لا يمثل تقدمًا طبيًا فحسب بل التزامًا أخلاقيًا وإنسانيًا تجاه صحة المواطن.

من ناحيته..أوضح رئيس هيئة الدواء المصرية الدكتور علي الغمراوي أن التقدم الذي أحرزته البلاد بهذا الملف يأتي ثمرة للالتزام الكامل بتبني الاستراتيجيات العالمية للصحة العامة، وفي مقدمتها الوقاية بالتطعيم، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

وقال إن الهيئة ساهمت بدور كبير في تحقيق هذا الإنجاز من خلال ضبط وحوكمة العمليات التنظيمية الخاصة بتوفير اللقاحات، وتوطين إنتاجها بالشراكة مع كيانات محلية ودولية، تعزيزاً للأمن الدوائي والاكتفاء الذاتي.

وبدوره..أشاد ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر الدكتور نعمة عابد بجهود مصر في الارتقاء بالصحة العامة والاستثمار في رأس المال البشري، مؤكداً أن مصر تستحق هذا التقدير كونها أول دولة في الإقليم تحقق هذا الهدف، بفضل ما تمتلكه من إمكانيات ومهارات قوية في المجال الصحي.

الاكثر قراءة