تلاحقت المجازر الإسرائيلية بحق أهالي قطاع غزة الجوعى، الذين ينتظرون الحصول على المساعدات عبر الآلية الخاصة به، مما يؤكد أنه بات يُوظِّفها كأداة حرب لقتل الفلسطينيين واستهدافهم، ضمن حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ 20 شهرًا.
مجزرة المساعدات
سقط عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة، بين قتيل وجريح، اليوم الثلاثاء، جراء قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف وإطلاق نار صوب مئات الفلسطينيين المتوجهين إلى مركز المساعدات الواقع غربي مدينة رفح، بالقطاع الفلسطيني.
وفي حصيلة أولية، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بوصول 27 شهيدًا حتى اللحظة إلى المستشفيات، إضافة إلى 90 مصابًا، من بينهم إصابات حرجة وخطيرة للغاية.
من جانبه، أكد جهاز الإسعاف والطوارئ في غزة، انتشال 23 شهيدًا، بجانب إجلاء أكثر من 200 من المصابين، جراء قصف وإطلاق نار صوب المتوجهين إلى مركز المساعدات الأمريكية غربي مدينة رفح، حسب ما نقله إعلام فلسطيني.
وبدوره، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بقتل هؤلاء الفلسطينيين المجوعين، بزعم أنه رصد ضمنهم عددًا من المشتبه بهم.
وجاء ذلك في بيان صادر عنه، أعلن فيه أنه أطلق النار قرب مجمع لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، بعد رصد عدد من "المشتبه بهم" كانوا يقتربون من قواته في المنطقة، حسب قوله.
وقال الجيش في بيان: "نحن على علم بالتقارير التي تشير إلى سقوط قتلى قرب مركز توزيع المساعدات في غزة، ونقوم حاليًا بالتحقيق في ملابسات الحادث".
واستهدفت إسرائيل عشرات الفلسطينيين منذ تشغيل مراكز توزيع المساعدات الخاصة بها في 27 من مايو الماضي، فيما تؤكد المؤسسات الفلسطينية، أن ذلك لا يتعدى كونه أداة من أدوات الإبادة الجماعية، وتستهدف إخلاء مناطق الشمال من الأهالي.
وحسب ما أعلنته الصحة بغزة، أمس الاثنين، فإن أعداد ضحايا مجازر جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مراكز توزيع "مساعدات" منذ تشغيلها بلغ 75 قتيلًا، فضلًا عن أكثر من 400 جريح.
وتتزامن تلك المجازر مع انهيار المنظومة الصحية في كافة أنحاء القطاع إثر الاستهداف الإسرائيلي، ما يجعلها عاجزة عن التعامل مع الظروف الراهنة.
تحقيق دولي
ودعت الأمم المتحدة، من جانبها، إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل في حادث مقتل، وإصابة فلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على المساعدات في غزة، ومحاسبة المجرمين.
دعوة الأمم المتحدة، جاءت بعد أن أعلن مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أن إسرائيل تستخدم المساعدات كأداة حرب، تُوظَّف لابتزاز المدنيين الجوعى وتجميعهم قسرًا في نقاط قتل مكشوفة.
وأكدت الأمم المتحدة، أن على إسرائيل التزامات واضحة وفقًا للقانون الدولي الإنساني للموافقة على المساعدات الإنسانية وتسهيلها، مشددة على ضرورة استعادة دخول المساعدات بلا عوائق على نطاق واسع من أجل تلبية الاحتياجات الهائلة في غزة على الفور.
ومنذ مطلع مارس الماضي، تقطع إسرائيل بشكل كامل دخول الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة، ما أدخل الأهالي في حالة مجاعة سُجِّل على إثرها وفيات.
وبعد ضغوط دولية تطالب إسرائيل بإعادة فتح المعابر، أوجدت "تل أبيب" آلية خاصة بها لتوزيع المساعدات ترتكز في المناطق الجنوبية في القطاع، فشلت فشلًا ذريعًا في التعامل مع المجاعة التي تفتك بالفلسطينيين هناك، فضلًا عن أنها وُظِّفت كأداة لقتلهم.
وتحت أنظار المجتمع الدولي، قامت إسرائيل، مدعومة بدعم أمريكي غير محدود، بتحويل حياة سكان قطاع غزة الفلسطيني إلى جحيم لا يُطاق، في إطار حرب إبادة جماعية تُشنّ عليهم منذ السابع من أكتوبر 2023.