يترقب عشاق الفلك والفضاء في سماء مصر الليلة، وصول قمر شهر ذي الحجة إلى طور التربيع، حيث يظهر نصفه مضاء بنسبة 50 بالمائة، حيث يتوسط السماء وقت الغروب، ما يجعل ذلك فرصة مناسبة لرصده وتصويره.
طور التربيع
يرى القمر، ليل اليوم الثلاثاء، في طور التربيع الأول لشهر ذو الحجة، وذلك في سماء مصر والعالم العربي، حيث يعد هذا الحدث فرصة مثالية لمراقبة وتصوير سطح القمر.
ويترقب أن يتوسط القمر الذي سيكون مضاء بنسبة 50 بالمائة هذه الليلة السماء، ليتحرك بعدها تدريجيًا نحو الغرب، حتى يغرب عند منتصف الليل تقريبًا.
وللعلم، تعتبر مرحلة التربيع الأول من أفضل الأوقات لرصد تضاريس سطح القمر باستخدام المناظير أو التلسكوبات صغيرة الحجم، حيث يظهر الخط الفاصل بين النور والظل تفاصيل واضحة ثلاثية الأبعاد بفضل تباين الإضاءة والظل.
حيث إن هذا التباين يبرز الحواف الحادة للفوهات والجبال مما يسهل التمييز بين معالم السطح المختلفة.
ووفقًا للجمعية الفلكية بجدة، فإنه مع مرور الأيام ستزداد المسافة الظاهرة بين القمر والشمس في السماء وسيتقدم القمر نحو طور البدر المكتمل.
وخلال هذا الانتقال، سيتأخر موعد شروق القمر تدريجيًا ليصبح عند غروب الشمس تقريبًا، مما يسمح برصده في وقت لاحق من المساء.
مراحل القمر
يمر القمر خلال دورته الشهرية بثماني مراحل رئيسية، تبدأ بمرحلة "المحاق"، وهي الفترة التي لا يُرى فيها القمر من الأرض، لأن الجانب المضيء منه يكون مواجهًا للشمس والجانب المظلم مواجهًا لنا.
تلي ذلك مرحلة "الهلال المتزايد"، حيث يبدأ جزء صغير من الجانب المرئي للقمر بالظهور مضاءً بفعل انعكاس ضوء الشمس، وتزداد الإضاءة تدريجيًا مع مرور الأيام.
ثم يأتي "التربيع الأول"، حيث يُضاء نصف القمر الذي يظهر لنا، وتحديدًا الجانب الأيمن، بينما يبقى الجانب الأيسر مظلمًا.
بعد ذلك يدخل القمر في طور "الأحدب المتزايد"، وفيه تكون أكثر من نصف المساحة المرئية مضاءة، حتى يصل إلى مرحلة "البدر"، حين يُضاء وجه القمر بالكامل ويبدو كقرص دائري مكتمل، ويكون تقريبًا في استقامة واحدة مع الأرض والشمس.
تبدأ الإضاءة بعد البدر في التناقص، فيدخل القمر في مرحلة "الأحدب المتناقص"، ثم يصل إلى "التربيع الأخير"، حيث يُضاء النصف الأيسر فقط من سطح القمر المرئي، ويكون الجانب الأيمن مظلمًا.
تلي ذلك مرحلة "الهلال المتناقص"، حيث يتبقى جزء صغير مضاء من القمر في الجانب الأيسر، وتستمر الإضاءة في التناقص حتى يصل القمر مجددًا إلى مرحلة "المحاق"، لتبدأ دورة جديدة.