الخميس 5 يونيو 2025

أخبار

مصر والسودان تبحثان تعزيز التعاون في مجالات النقل والبنية التحتية ودعم الربط الإقليمي

  • 3-6-2025 | 14:34

مصر والسودان تبحثان تعزيز التعاون في مجالات النقل والبنية التحتية ودعم الربط الإقليمي

طباعة
  • أحمد علام

في إطار تعزيز العلاقات والتكامل الاستراتيجي بين جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان الشقيقة، استقبل الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، المهندس صلاح حامد إسماعيل، وزير التنمية العمرانية والطرق والجسور بجمهورية السودان، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات النقل المختلفة، وذلك بحضور عدد من القيادات المعنية من الجانبين.

وأكد نائب رئيس الوزراء المصري خلال اللقاء أن العلاقات المصرية السودانية في مجال النقل تشهد تطورًا كبيرًا على كافة المستويات، مشيرًا إلى حرص الدولة المصرية على دعم جهود التنمية والبنية التحتية في السودان، ومشاركة الشركات المصرية في تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى.

ففي مجال النقل النهري، أوضح الفريق مهندس كامل الوزير أن التعاون بين الجانبين يمثل أحد ركائز الشراكة الاستراتيجية، حيث تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين الهيئة العامة للنقل النهري المصرية، وهيئة وادي النيل للملاحة النهرية، وسلطة الملاحة النهرية السودانية، لتطوير الرصيف النهري الحالي لميناء وادي حلفا، بقيمة تعاقدية نحو 300 مليون جنيه مصري، بنسبة تنفيذ بلغت حتى الآن 69%. كما يجري حاليًا تزويد وصيانة المساعدات الملاحية بطول 350 كم بين أسوان ووادي حلفا لتسهيل حركة نقل الركاب والبضائع. وتعقد اللجنة الفنية الدائمة المشتركة للنقل النهري بشكل منتظم، وكان آخر اجتماعاتها في أغسطس 2021 بالخرطوم.

كما يوجد تعاون مشترك في مشروع الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، حيث تُعد السودان من الدول الأعضاء باللجنة التوجيهية للمشروع.

أما في مجال الطرق والتنمية العمرانية، فقد أكد نائب رئيس الوزراء المصري أن القيادة السياسية في السودان أبدت رغبة واضحة في إسناد مشروعات التنمية العمرانية لشركات مصرية متميزة في مجالات البنية التحتية، مثل شركة المقاولون العرب، الهيئة العامة للطرق والكباري، الشركة المصرية لإنشاء وصيانة مرافق النقل، وشركة النصر العامة للمقاولات (حسن علام)، مشيرًا إلى تطلع السودان إلى إعادة تأهيل كباري "الحلفايا" و"شمبات" بولاية الخرطوم في أقرب وقت، في ظل استعداد مصر الكامل لدعم هذه الجهود التنموية.

وفي قطاع الموانئ البرية، أوضح الوزير أن الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة تقوم بتنسيق دائم لتيسير إجراءات العبور من وإلى السودان، وتسهيل حركة التبادل التجاري وعبور الأفراد والمركبات والمساعدات الإنسانية إلى دولة السودان الشقيقة، من خلال زيادة أعداد العاملين بكل من مينائي أرقين وقسطل لاستيعاب الكثافات، وكذلك زيادة الخدمات الإدارية وخدمات الإعاشة لخدمة العابرين، والسعي لتسريع إجراءات التخليص الجمركي لتجنب التكدسات.

كما تم مناقشة التعديلات الجديدة التي أقرها الجانب السوداني بشأن رسوم العبور وأثرها على حركة التجارة، والاتفاق على مقترح الجانب المصري بتشكيل لجنة مشتركة لحل العقبات التشغيلية والإجرائية في المعابر البرية.

وفي مجال النقل البري، أشار الوزير إلى أنه تم مناقشة أبرز التحديات، خاصة تأخر إصدار التأشيرات للسائقين المصريين، وما يتطلبه من تسهيل الإجراءات، ومد فترة التأشيرة إلى 6 أشهر متعددة الدخول، وكذلك الحاجة لتكثيف العمل في المعابر السودانية لتقليل فترات الانتظار وتيسير عبور الشاحنات.

وأكد نائب رئيس الوزراء المصري على أهمية مشروع الربط السككي بين البلدين، حيث يجري التنسيق مع الجانب السوداني لبدء تنفيذ دراسة الربط السككي بتمويل من منحة مقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية.

كما تم بحث أوجه التعاون في مجال النقل البحري، حيث أكد الوزير على استعداد هيئة ميناء الإسكندرية لاستقبال البضائع السودانية المصدرة والمستوردة، وإعادة شحنها إلى السودان عبر الوسائط المختلفة.

وقد تم أيضًا بحث التعاون المستقبلي في النقل البحري من خلال التنسيق مع الشركة القابضة للنقل البحري والبري، التي تتمتع بخبرات فنية وتشغيلية واسعة في مجالات تداول مختلف أنواع البضائع، بما في ذلك الحاويات والبضائع الصب والعامة، إلى جانب إدارتها لمحطات الموانئ. ويهدف التعاون إلى إعداد رؤية متكاملة لتشغيل ميناء بورتسودان، بما يضمن الكفاءة التشغيلية وتعظيم العائدات. كما سيتم فتح المجال أمام شركات القطاع الخاص، من خلال الغرف الملاحية، لدراسة المشروع وتقديم العروض المناسبة، بما يسهم في دعم التعاون الإقليمي وتعزيز دور الموانئ في حركة التجارة والخدمات اللوجستية بالمنطقة.

وفي ختام اللقاء، أكد الفريق مهندس كامل الوزير أن التنسيق المشترك بين البلدين في قطاع النقل يسهم في دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية، ويعزز من فرص التكامل الإقليمي والتنمية المستدامة، مشددًا على حرص مصر على تقديم كل سبل الدعم للأشقاء في السودان في هذه المرحلة الهامة.

كما أعرب المهندس صلاح حامد إسماعيل، وزير التنمية العمرانية والطرق والجسور بجمهورية السودان، عن سعادته بزيارة جمهورية مصر العربية، مؤكدًا أن الزيارة شكّلت فرصة هامة للاطلاع على الرؤى التنموية المشتركة، ومناقشة أولويات المرحلة المقبلة من المشروعات التي يمكن التعاون فيها بين الجانبين.

وأشار الوزير إلى أهمية تعزيز الشراكة مع الشركات المصرية الكبرى، خاصة في مجالات النقل والبنية التحتية، بما يحقق المنفعة المتبادلة ويسهم في دفع جهود التكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين.

الاكثر قراءة