تحل اليوم 6 يونيو، ذكرى وفاة واحد من أعمدة السينما المصرية والعربية، الفنان القدير محمود المليجي، الذي ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن بأدواره المتنوعة وأدائه الساحر، لم يكن المليجي مجرد ممثل يؤدي أدوار الشر، بل كان فنانًا متجددًا صنع لنفسه مكانة خاصة جعلته رمزًا من رموز الشاشة الذهبية، وأحد أكثر الفنانين حضورًا وتأثيرًا في تاريخ السينما.
من خشبة المسرح المدرسي إلى أضواء السينما
لم تكن بدايات محمود المليجي في عالم التمثيل تقليدية، فقد بدأت موهبته في التفتح على خشبة مسرح المدرسة أثناء دراسته الثانوية، حيث انضم إلى الفرقة المسرحية هناك، لتصبح تلك الخطوة الأولى في طريق طويل نحو احتراف الفن. لم يمر وقت طويل قبل أن ينضم إلى فرقة فاطمة رشدي المسرحية في أوائل الثلاثينيات، وهناك وجد فرصته الذهبية حينما رشحته للمشاركة في أول أعماله السينمائية.

أدوار متنوعة تتخطى الشر وشراكة ناجحة مع فريد شوقي
رغم ارتباط اسمه طويلاً بالأدوار الشريرة التي جسدها ببراعة، إلا أن المليجي استطاع أن يتجاوز هذا القالب النمطي، ليقدم أدوارًا متنوعة كشفت عن قدرات تمثيلية استثنائية، وقد لاقى نجاحًا واسعًا في السينما المصرية، خاصةً في شراكته الفنية المميزة مع الفنان فريد شوقي، والتي شكلت أحد أبرز الثنائيات في تاريخ الشاشة المصرية والعربية.
وعلى مدار مشواره الفني، تعاون المليجي مع نخبة من نجوم ومخرجي السينما من مختلف الأجيال، غير أن أبرز هذه التعاونات كان مع المخرج العالمي يوسف شاهين، الذي فتح أمامه آفاقًا جديدة لأداء أدوار غير مألوفة على جمهوره، مضيفًا لرصيده الفني طابعًا من التنوع والتميز.
حضور قوي في قائمة أعظم أفلام السينما المصرية
مكانة محمود المليجي في تاريخ السينما المصرية لا يمكن إنكارها، فهو يُعد من أكثر الفنانين حضورًا في قائمة "أفضل 100 فيلم مصري" بحسب استفتاء النقاد عام 1996، حيث شارك في 21 فيلمًا من بين الأفلام المختارة، من بينها: غرام وانتقام، النائب العام، غزل البنات، أمير الانتقام، لك يوم يا ظالم، ابن النيل، منزل رقم 13، الوحش، الفتوة، جميلة، إحنا التلامذة، بين السماء والأرض، وا إسلاماه، الناصر صلاح الدين، غروب وشروق، الأرض، الاختيار، العصفور، عودة الابن الضال، إسكندرية ليه؟، وحدوتة مصرية.

رحيل أثناء تأديته لمشهد الموت
توفي محمود المليجي بالفعل أثناء تأديته لمشهد الموت، وذلك في 6 يونيو 1983، عن عمر يناهز 72 عامًا، مما أثار صدمة كبيرة بين جميع الحاضرين في الاستوديو بسبب المفاجأة الكبيرة، وبرغم رحيله منذ سنوات، إلا أن حضوره لا يزال باقيًا في الذاكرة الفنية، وأعماله تُعرض حتى اليوم لتذكرنا بفنان لا يتكرر، مَن جعل من كل مشهد مساحة حقيقية للإبداع.