الأحد 29 يونيو 2025

تحقيقات

جوًا وبحرًا وبرًا.. روسيا ترد على هجوم «شبكة العنكبوت» وسط مخاوف من عرقلة المفاوضات

  • 7-6-2025 | 13:06

هجمات روسيا

طباعة
  • محمود غانم

تصاعدت حدة الأعمال بين الجارتين روسيا وأوكرانيا اللتين تخوضان حربًا شاملة منذ أكثر من ثلاث سنوات، في ظل سعي الأولى للانتقام من الخسائر التي نزلت بها جراء الهجوم «النوعي» الذي نفذته كييف ضدها، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا التصعيد إلى عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار.

تصعيد روسي

بدأت روسيا فعليًا في الرد على هجوم «شبكة العنكبوت» الأوكراني الذي ألحق بها خسائر فادحة، وذلك ضمن الحرب المستمرة بين موسكو وكييف منذ أكثر من ثلاث سنوات، في ظل عجز دولي عن إيجاد أي آلية لحل الصراع.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، شن هجمات مكثفة بأسلحة بعيدة المدى وعالية الدقة وطائرات مسيّرة من الجو والبحر والبر ليلًا ضد مقرات أوكرانية، وذلك ردًا على هجمات شنتها أوكرانيا في وقت سابق على الأراضي الروسية.

وحسب بيان وزارة الدفاع الروسية، فإن الغارات استهدفت شركات إنتاج وإصلاح أسلحة ومعدات عسكرية، وورش تجميع طائرات مسيّرة، ومراكز تدريب، ومستودعات ذخيرة ومعدات عسكرية، زاعمة أنها أصابت جميع الأهداف بنجاح.

اتصالًا بذلك، ذكرت مواقع عسكرية روسية أن الهجمات طالت العاصمة الأوكرانية، بالإضافة إلى تسع مقاطعات أوكرانية أخرى.

في المقابل، أعلن رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، عن مقتل أربعة أشخاص، فضلًا عن إصابة 20 آخرين، نتيجة لهجوم نفذته روسيا بطائرات مسيّرة على العاصمة الأوكرانية.

كذلك أعلن رئيس بلدية مدينة لوتسك شمال غرب أوكرانيا، إيجور بوليشوك، عبر تطبيق «تلغرام»، أن روسيا شنت هجومًا صاروخيًا وآخر باستخدام طائرات مسيّرة على المدينة، مما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص.

وفي خاركيف، قال رئيس الإدارة العسكرية إن عشرة أشخاص على الأقل أصيبوا في حصيلة أولية للهجمات الروسية التي طالت عاصمة المقاطعة، والتي نُفذت عبر صواريخ وقنابل موجهة من طائرات روسية ومسيرات انتحارية من طراز شاهد.

وأكد عمدة خاركيف، إيجور تيريخوف، فجر اليوم السبت، أن المدينة تتعرض لأقوى هجوم منذ بداية الحرب الشاملة قبل أكثر من ثلاث سنوات، كاشفًا عن استخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة والقنابل الموجهة في آنٍ معًا لقصف المدينة.

وفي ذات الإطار، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، عن قيام قوات الدفاع الجوي التابعة لها بإسقاط 36 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليلة الماضية فوق مقاطعات روسية عدة.

وفي تعقيبه على الهجمات الروسية، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الأوكرانيين أعطوا مبررًا للروس لقصفهم قصفًا عنيفًا، في إشارة إلى الهجمات النوعية الأخيرة التي نفذتها كييف.

وقال ترامب في تصريحات نقلتها وسائل إعلام غربية: «لقد أعطوا بوتين مبررًا لقصفهم قصفًا عنيفًا الليلة الماضية، لم يعجبني ذلك. عندما رأيت ما حدث، قلت: ها هي الضربة قادمة».

ويأتي هذا التصعيد الروسي في أعقاب تنفيذ القوات الأوكرانية هجوم «شبكة العنكبوت» النوعي في العمق الروسي البعيد، حيث تضمّن استهداف أربع قواعد جوية مهمة، مما أدى إلى تدمير وإتلاف 34 بالمئة من ترسانة القاذفات الاستراتيجية التي تملكها روسيا، بخسائر لا تقل عن سبعة مليارات دولار.

ومن جانبه، توعّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالرد على تلك الهجمات الأوكرانية، التي أضعفت قدرات بلاده الجوية وعكست هشاشة استخباراتية.

وحاول الرئيس الأمريكي، الذي يسعى لإيجاد تسوية لهذا الصراع، إقناع نظيره الروسي بعدم الرد على الهجمات الأوكرانية، غير أن الأخير لم يستجب.

مستقبل غامض يحيط بالمفاوضات

وفي ذات التصريحات، أعرب الرئيس ترامب عن أمله في ألا توقف روسيا المفاوضات بشأن تسوية النزاع الأوكراني، محذرًا من أن «الوضع قد يتدهور ليصل إلى حد اندلاع حرب نووية»، وفق قوله.

في سياق متصل، أفادت تركيا، التي تقوم بدور الوسيط بين البلدين، اليوم، بأنها تواصل اتصالاتها «المكثفة» بشأن التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في أوكرانيا.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب أبديا «إرادة قوية» من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في أوكرانيا.

وحسب البيان، فإن تركيا أبلغت الأطراف المعنية باستمرار اتصالاتها «المكثفة» في هذا الصدد، وأنها مستعدة للعمل من أجل تحقيق وقف إطلاق النار وإرساء السلام عبر استضافتها مباحثات يشارك فيها الرئيس الأمريكي كذلك.

جدير بالذكر، أن مدينة إسطنبول التركية استضافت جولة ثانية بين الجانبين، الاثنين الماضي، اتفق فيها على المضي قدمًا في تبادل الأسرى، وقدّم الجانب الروسي مذكرة تتضمن رؤيته لوقف إطلاق النار.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة