الإثنين 30 يونيو 2025

ثقافة

مظاهر العيد.. احتفال يمتد عبر التاريخ بين الطقوس والتقاليد

  • 8-6-2025 | 19:38

صورة تعبيرية

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

للعيد بهجه لا تغيب، وفرحه تتجدد كل عام، ورغم ثبات جوهره الديني والاجتماعي، فإن مظاهر الاحتفال به شهدت تحولات عبر العصور، بدئًا من طقوس الاحتفال البسيطة بين عامة الشعب إلى الفخمة في عصور الملوك والخلفاء، وصولًا إلى مظاهر العيد الحديثة التي تجمع بين التراث والتكنولوجيا.

العصر الأموي والعباسي

مع اتساع الدولة الإسلامية وازدهارها في العصور الأموية والعباسية، تحول العيد إلى مناسبة عامة وزاد الاحتفال به، كانت الصلوات تقام في ساحات ضخمة، ويتزين الناس بملابس فاخرة.

بينما كان الخلفاء يعقدون مجالس العيد، وتوزع فيها العطايا على الشعب، وتقام احتفالات موسيقية وشعرية في القصور، ليأخذ العيد بعدا رسميا واجتماعيا، إلى جانب رمزيته الدينية.

 

العصر العباسي والفاطمي

أهم ما يميز العيد "العيدية، من أهم المظاهر التي يترقبها الجميع بانتظار ولهفة، كانت تسمى في عهد العباسيين والفاطميين بـ "الفطرة" نسبة لعيد الفطر وكانت تعطى على هيئة طعام وحلويات، واستمرت الفطرة حتى في عيد الأضحى.

 

العصر العثماني

وفى العصر العثماني تم استعادة بعض مظاهر احتفال العباسيين والفاطميين، كان يبدأ الاحتفال الرسمي بعد فجر يوم العيد، حيث يصعد كبار رجال الدولة إلى القلعة ويمشون في موكب أمام الباشا من باب السرايا قصره إلى جامع الناصر محمد بن قلاوون فيصلون صلاة العيد ويرجعون ثم يهنئون الباشا بالعيد وينزلون إلى بيوتهم ويهنئ بعضهم بعضا.

 

وتنتشر الألعاب في الشوارع ويخرج الناس للتنزه في النيل والحدائق بعدما يقومون بصلاة العيد وتوجيه التحية لبعضهم البعض حيث تمتلئ الطرقات والمتنزهات في هذا اليوم للاحتفال.

 

العصر الملكي والعثماني

 

مزج العصرين بين الاحتفال بالعيد الأضحى بالطابع الديني، والثقافي والشعبي، كانت تنصب الزينات في الشوارع، وتقام الولائم، ظهرت طقوس جديدة مثل العيدية للأطفال، وزيارة القبور صباح العيد، وساهمت الطرق الصوفية في إضفاء طابع روحاني احتفالي خاص، من خلال الأناشيد والمدائح.

 

العصر المملوكي

تطورت أشكال عيدية حتى جاء شكلها الرسمي في العصر المملوكي، وأطلقوا عليها "الجامكية"، وكانت تقدم في طبق تتوسطه الدنانير الذهبية، ويحيط به الكعك والحلوى، وتقدم العيدية من السلطان إلى الأمراء وكبار رجال الجيش، وتقدر العيدية حسب الرتبة التي تقدم لها.

 

العصر الحديث

لم تختلف مظاهر العيد اليوم عن سابقتها إلا في التقدم التكنولوجي وزيادة أماكن الاحتفال وتطورها، ما زالت صلاة العيد وذبح الأضحية قائمة، أصبحت العيدية رقمية، وترسل عبر تطبيقات الهاتف الاحتفال، ورغم ذلك التطور ما زالت العيدية تعطى، وما زال يوزع الكعك والبسكويت على الجيران والأقارب، واستمرت الزيارات العائلية، وإعداد الفتة واللحم، وتزيين البيوت، وشراء الملابس الجديدة.

 

الاكثر قراءة