رأت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية أنه من الممكن أن تتطور العلاقات التجارية الصينية الأمريكية بشكل سليم، وذلك إذا تجاوزت واشنطن سياسة الرسوم الجمركية واختارت إجراء حوار بناء.
وأشارت الصحيفة الصينية - في سياق مقال نشرته، اليوم /الأحد/ - إلى أن المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينج مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم /الخميس/ الماضي أعطت زخما لتجديد الحوار بين أكبر اقتصادين في العالم، مما يمهد الطريق لعودة علاقاتهما التجارية إلى مسارها الطبيعي.
وألقت الصحيفة الضوء على الزيارة التي يقوم بها نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفنج لبريطانيا اعتبارا من اليوم وحتى يوم الجمعة المقبل، والتي سيعقد خلالها أول اجتماع لآلية التشاور الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مع الجانب الأمريكي.
وقال الصحيفة "إن المسؤولية تقع بلا شك على عاتق الولايات المتحدة لإثبات سعيها الجاد للتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف، لأن الولايات المتحدة هي التي فرضت في البداية رسوما جمركية أحادية الجانب على الواردات من الصين، مما أضر بالعلاقات التجارية مع الصين".
وأوضحت أن الجانبين كانا قد توصلا إلى توافق في محادثاتهما التي عُقدت في جنيف الشهر الماضي لرفع القيود المفروضة على بعض الواردات من كلا البلدين، ولكن بعد ذلك زادت الولايات المتحدة القيود التقنية على صادراتها إلى الصين، وصرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن الولايات المتحدة ستلغي تأشيرات الطلاب الصينيين، بل اتهمت واشنطن الصين بانتهاك الاتفاق الذي توصل إليه الجانبان في جنيف.
وأضافت: أن استراتيجية الإدارة الأمريكية لخدمة مصالحها الأحادية الجانب لا تؤدي إلا إلى الإضرار بالولايات المتحدة وإتلاف العلاقات الصينية الأمريكية وتقويض التجارة العالمية، لافتة إلى أن الشركات والمستهلكون الأمريكيون هم أول من يتحمل تبعات سياسة الرسوم الجمركية.
وتابعت الصحيفة: أن أسعار نقل البضائع ارتفعت بشكل كبير بسبب الرسوم الجمركية، وكان من المعتاد أن يدفع كبار تجار التجزئة الأمريكيين التكلفة الكاملة لشحن البضائع من الصين إلى الولايات المتحدة، لكنهم الآن يطالبون مورديهم الصينيين بتقاسم أو حتى تحمل التكاليف الكاملة لشحن البضائع عبر المحيط الهادئ، ومن غير المعقول أن يحدث ذلك، لأن سياسة التعريفات الجمركية الأمريكية غير المدروسة هي التي رفعت أسعارها.
ونوهت إلى أن الصين تدعو إلى تنمية سليمة للعلاقات التجارية مع جميع الدول، وتولي أهمية كبيرة لعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة، وتؤمن بأن التنمية السليمة للعلاقات التجارية تصب في مصلحة البلدين والشعبين.
واختتمت الصحيفة، مقالها، بحث الولايات المتحدة على إدراك أن إجراء المزيد من المحادثات مع الصين بشأن علاقاتهما التجارية هو السبيل الوحيد لحل خلافاتهما، مؤكدة ضرورة أن يعمل الجانبان على الاستفادة بشكل جيد من آلية التشاور الاقتصادي والتجاري القائمة، والسعي إلى تحقيق نتائج مربحة للجانبين بروح من المساواة واحترام مصالح كل منهما.