يوافق اليوم الثلاثاء، ذكري ميلاد الفنانة زهرة العلا، هي إحدى نجمات الزمن الجميل، وصاحبة الملامح الهادئة التي طبعت حضورها في قلوب الجماهير قبل أن تطبعها على شاشة السينما والمسرح، لم تكن مجرد وجه جميل، بل موهبة فنية ناضجة جمعت بين الإبداع والالتزام، وبين الحضور الراقي والاختيارات الفنية الرفيعة، ورغم بعدها عن الأضواء في سنواتها الأخيرة، إلا أن سيرتها ومسيرتها لا تزال في ذاكرة جمهورها.
ولدت الفنانة زهرة العلا في حي محرم بك بمدينة الإسكندرية، وكانت الرابعة بين أشقائها الستة، إذ كان لديها خمس شقيقات وشقيق واحد،تنقلت مع أسرتها في عدة مدن بسبب طبيعة عمل والدها، فانتقلوا أولا إلى المحلة الكبرى ثم إلى القاهرة، حيث استقر بهم المقام.
بدأت مسيرتها الفنية بعد التحاقها بـمعهد الفنون المسرحية الذي حصلت منه على الدبلوم عام 1954، ثم انضمت إلى فرقة زكي طليمات، وقدمت من خلالها عدة أعمال مسرحية بارزة مثل: البخيل، مريض بالوهم، فتش عن المرأة، و7 فرخات وديك. وتتلمذت على يد عميد المسرح العربي يوسف وهبي، وأسست فرقة مسرحية كانت تخرج أعمالها بنفسها.
مرت زهرة العلا بتجارب شخصية متقلبة، إذ تزوجت أربع مرات، كان من بينهن زواجان من أقاربها انتهيا سريعًا بالطلاق نتيجة اختلاف الرؤى حول عملها الفني،أما زيجتها الثالثة فكانت في بداياتها الفنية من الفنان صلاح ذو الفقار، لكنها انتهت بعد عام واحد فقط،وارتبطت أخيرا بالمخرج حسن الصيفي، وأنجبت منه ابنتين: أمل زوجة شقيق الفنانة إلهام شاهين، ومنال التي احترفت الإخراج.
على مدارمسيرتها الفنية، قدمت زهرة العلا أكثر من 120 فيلمًا سينمائيا، من أبرزها: في بيتنا رجل، والحب والطوفان، والسقوط في الهاوية، إلى جانب ما يقرب من 50 عملاً دراميًا على شاشة التلفزيون. وكان فيلم أرض أرض عام 1998 آخر ظهور لها على الشاشة.
في التسعينيات، اتخذت زهرة العلا قرارا بالابتعاد عن الأضواء واعتزلت الفن بعد أداء فريضة الحج، ورفضت دخول ابنتها المجال الفني خوفًا من أن تعاني من المشاق التي واجهتها في مشوارها.
عانت في سنواتها الأخيرة من الشلل، ولم تستطع حضور تكريمها في المركز الكاثوليكي عام 2010 بسبب حالتها الصحية، وفي مساء الأربعاء 18 ديسمبر 2013، رحلت عن عالمنا، تاركة خلفها سيرة فنية مبهرة ومكانة لا تزول في ذاكرة الفن المصري والعربي.