يوافق اليوم 11 يونيو الذكرى الثمانين لميلاد الفنان الكبير عبد المعطي محمد الموجي، الذي عرفه الجمهور باسم نجاح الموجي، أحد أبرز وجوه الكوميديا المصرية، وصاحب البصمة الخاصة التي لا تزال حاضرة في ذاكرة السينما والمسرح والتلفزيون.
ولد نجاح الموجي عام 1945 في قرية ميت الكرماء التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، وسط أسرة مصرية بسيطة مكونة من 14 شقيق، فقد منهم 11 طوال حياته، وهي التجربة الإنسانية القاسية التي صقلت رؤيته الفنية، وجعلت من الضحك أداة مقاومة في وجه الأحزان.
رغم رفضه المتكرر من المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يتخلَّ عن حلمه، واستمر في العمل بالفن إلى جانب وظيفته الحكومية، حتى وصل إلى درجة وكيل وزارة، بعد أن تخرج في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية.
بداية نجاح الموجي جاءت في أواخر الستينيات عندما منحه المخرج محمد سالم والفنان جورج سيدهم أول أدواره المسرحية في مسرحية "فندق الأشغال الشاقة" عام 1969، ضمن فرقة ثلاثي أضواء المسرح، ومن هنا انطلقت مسيرته الفنية، التي امتدت لما يزيد عن ثلاثة عقود، قدم خلالها تجارب استثنائية تركت أثرا لا ينسى في وجدان الجمهور.
تميز الموجي بخفة ظل فريدة وقدرة على تجسيد شخصية "ابن البلد" ببساطة وصدق، مستندًا إلى خلفيته الاجتماعية وتجربته الحياتية، فكان "الواد مازيكا" في مسرحية "المتزوجون"، و"الهرم" في فيلم "الكيت كات"، حيث أظهر قدرات تمثيلية كبيرة خلف الكوميديا الظاهرة، جعلته واحدا من رموز الكوميديا المصرية.
على الشاشة الصغيرة، كان لمسلسل "أهلاً بالسكان" عام 1984، دور كبير في ترسيخ شعبيته، إلى جانب عشرات الأعمال الأخرى التي جمع فيها بين السخرية والإنسانية.
نال جائزة أفضل ممثل في مهرجان دمشق السينمائي عن دوره في فيلم "أيام الغضب"، في تتويج مستحق لمسيرته الفنية، التي اختار أن تكون مرآة للناس، تعبر عنهم وتضحكهم من قلب الألم.