يحتفل عشاق الطرب الأصيل في المملكة العربية السعودية والعالم العربي اليوم بعيد ميلاد "فنان العرب" محمد عبده، الذي يدخل عامه الثالث والسبعين محتفظًا بمكانته الفريدة كأيقونة فنية وصوتٍ خالد عبر الأجيال.
منذ انطلاقته في ستينيات القرن الماضي، شكّل محمد عبده بجمال صوته وأصالة فنه جسرا متينا يربط بين زمن الطرب الأصيل وروح العصر، ليظل رمزًد كده عنها عربيًا وعلمًا بارزًا في سماء الغناء.
من جازان إلى قلوب الملايين
وُلد محمد عبده في محافظة جازان جنوب المملكة العربية السعودية، في 12 يونيو 1952. ورغم بدايته في مجال صناعة السفن، بعد اختياره ضمن بعثة سعودية إلى إيطاليا، إلا أن القدر قاده إلى مرفأ الفن، حيث انطلقت مسيرته الفنية الحافلة.
اكتُشفت موهبته من خلال البرنامج الإذاعي الشهير "بابا عباس" عام 1960، حيث كان الإعلامي عباس فائق غزّاوي أول من قدمه للجمهور، بدعم من الشاعر الكبير طاهر زمخشري. ومنذ تلك اللحظة، بدأ محمد عبده رحلته الطويلة في بناء مجدٍ فني خالد.
على مدى أكثر من خمسة عقود، قدّم محمد عبده عشرات الأعمال الخالدة، لكن تظل أغنية "الأماكن" من أبرز محطاته الفنية، إذ حققت نجاحًا ساحقًا وارتبطت بوجدان الجمهور العربي. أعاد عدد من النجوم غناءها، من بينهم أنغام، ماجد المهندس، كارمن سليمان، ديانا حداد وهايدي موسى. الأغنية من كلمات الشاعر منصور الشادي وألحان ناصر الصالح.
إرث فني لا يُنسى
تميّز محمد عبده بتقديم أعمال جمعت بين الكلمة الراقية واللحن الأصيل، ومن أشهر أغانيه:
"المعاناة"، "شبيه الروح"، "أيامي لك"، "على البال"، "مشرق النور"، "الفجر البعيد"، "عمري نهر"، إلى جانب ألبومات لاقت رواجًا واسعًا مثل:
"وحدك"، "الهوى الغايب"، "لا تسرق الوقت"، "يا غافية قومي".
محمد عبده.. الصوت الذي لا يشيخ
رغم تقدّمه في العمر، لا يزال محمد عبده يحيي الحفلات الكبرى ويصعد على المسارح بكل فخر، بصوته الذي لم تفقده السنوات بريقه. إنه الحاضر الدائم في وجدان محبيه، والمُلهم الأصيل لأجيال من الفنانين العرب.
في عيد ميلاده الـ73، يحتفل العالم العربي بموهبة استثنائية، وصوت لا يصدأ، وأسطورة فنية لا تغيب.