الأربعاء 30 يوليو 2025

سيدتي

اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال.. كيف يفقد الصغار حقهم في التعليم بسبب العمل؟|خاص

  • 12-6-2025 | 09:36

عمالة الأطفال

طباعة
  • فاطمة الحسيني

نحتفل في 12 يونيو من كل عام، باليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، والذي يهدف الي لفت انتباه العالم إلى واحدة من أكثر القضايا الإنسانية إلحاحًا، وهي عمالة الصغار، وتعزيز الجهود للقضاء عليها، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض في السطور التالية أهم الأبعاد النفسية والاجتماعية لتلك الظاهرة المؤرقة، وكيف يفقد الأطفال حقهم في التعليم بسبب العمل؟

من جهتها أكدت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن ظاهرة عمالة الصغار، ما زالت تؤرق الضمير العالمي، لأنها لا تسلب فقط حقهم في التعليم، بل تجردهم من طفولتهم، وتهدد مستقبلهم، وتضعهم على طريق مليء بالتحديات النفسية والاجتماعية.

وأضافت لا شك أن عمل الطفل في سن مبكرة، ودفعه إلى الورش المهنية أو مواقع البناء، يسرق منه أحلامه قبل أن يسلب وقته، ويشعره بالمعاناة النفسية، عندما يرى أقرانه في طريقهم إلى المدرسة بينما هو يتجه للعمل، فضلاً عن إحساسه بالنبذ، والحرمان، وبأنه أقل من الآخرين، ومع مرور الوقت، يفقد الرغبة في التعلم، وتترسخ لديه قناعة بأن المال أهم من المدرسة، وهنا تكون بداية الانهيار، حيث يجد نفسه مضطرًا للعمل لأسباب اقتصادية أو اجتماعية، والحرمان الطبيعي من التعليم، الذي لا يصنع له مهنة فقط، بل يصنع له حياة كاملة متوازنة.

وأكملت أن التعليم لا يختصر في ورقة شهادة، بل هو وسيلة لهندسة الحياة، فمن خلاله يدرك الإنسان كيف يعيش، ويربي الأجيال القادمة على وعي سليم، وفكر منفتح، وسلوك حضاري، ولذلك، فإن تعزيز قيمته يبدأ من الأسرة، باعتبارها اللبنة الأولى في بناء وعي الأبناء، ومن إيمانها بأنه ليس ترفًا، بل ضرورة، ولا يكفي أن ينظر إليه على أنه طريق للوظيفة، بل كمنظومة متكاملة لتحسين نوعية الحياة، والعيش حياة كريمة.

وأكدت ان المشكلة في انتشار عمالة الأطفال ليست فقط في الأسباب المادية، بل في غياب التوعية، حيث أن هناك أسر تظن أن عمل الصغير يعني دخلًا مضمونًا ولهذا، فبرامج التوعية المجتمعية والإعلامية التي تنظمها الدولة المصرية، تمثل حجر الزاوية في التصدي لهذه الظاهرة، لأنها تعتمد على خطط مدروسة، وتعاون حقيقي بين وزارات التعليم والثقافة والإعلام التقليدي والجديد، بما في ذلك الإنترنت، في إيصال الرسائل التوعوية لكل فئات المجتمع، من خلال إنتاج محتوى مرئي وصوتي موجه للأهالي، حتى لأولئك الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، لأن الصورة والكلمة قد تزرع وعيًا جديدًا.

وأشارت الي أهمية العديد من المبادرات الرئاسية ومنها بداية جديدة لبناء الانسان، والتي تهدف إلى تطوير وتحسين جودة التعليم من خلال تعزيز العلم، الثقافة، الصحة، والوعي المجتمع، وتستهدف جميع الفئات العمرية، مع التركيز على الأطفال من سن يوم حتى 6 أعوام، لضمان بداية صحية وتنشئة صحية سليمة، فضلا عن جهود المجتمع المدني والوزارة المعنية بتوفير تعليم لصغار السن وسد فجوة كبيرة لمن فاتهم قطار التعليم التقليدي، من خلال المدارس المجتمعية المجانية، والتي تقوم بتعليم الأطفال حرفة، وتمنحهم الشهادة الابتدائية الحكومية الرسمية، وتفتح أمامهم طريقًا للعمل الكريم، فبدلًا من أن ينحرف الصغير أو يستغل، يصبح قادرًا على أن يحقق ذاته ويؤسس مستقبله.

كما أن هناك نماذج مهمة من داخل القطاع الصناعي، حيث بدأت بعض الشركات في تبني فكرة المدارس داخل المصانع، لتدريب الأطفال أو الشباب ممن لم يكملوا تعليمهم، وتأهيلهم لسوق العمل بشكل مهني محترف، وهذا الاتجاه يعكس أهمية التعليم الفني، الذي يجب أن يعاد له اعتباره داخل المجتمع، وأن يفهم على أنه طريق حقيقي نحو الحرفية والنجاح.