الإثنين 28 يوليو 2025

تحقيقات

الشرق الأوسط.. أبواب القتال تفتح على مصراعيها بين طهران وإسرائيل

  • 13-6-2025 | 22:45

هجات إسرائيل على طهران

طباعة
  • محمود غانم

في اللحظة، التي تواصل فيه آلة الحرب الإسرائيلية إسقاط المزيد من المدنيين العزل في قطاع غزة، وما يصاحبها من تصعيد في الضفة الغربية، وما نشاهده بين الحين والآخر من اعتداء سافر على سيادة دول عربية كلبنان وسوريا واليمن، أقدمت إسرائيل فجر اليوم الجمعة على ضرب عشرات المواقع داخل الأراضي الإيرانية.

وهذا التحرك الإسرائيلي، لن يكون مجرد ضربة عسكرية عابرة كتلك التي شنتها على دول لا تملك القدرة على الرد، بل شرارة قد تشعل حربًا إقليمية واسعة بتداعيات كارثية، خصوصًا أن إيران قد حذّرت سلفًا عما سيسفر عنها.

 

تحول كبير في الشرق الأوسط 

في غضون ذلك، يؤكد الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، خبير العلاقات الدولية، أن الشرق الأوسط يشهد حاليًا تحولًا كبيرًا في ظل موازين قوة جديدة ترتبط بشكل مباشر بكيفية تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع المنطقة، موضحًا أن لإسرائيل دورًا محوريًا في هذه المرحلة، وهو ما يتضح من خلال الكمّ الكبير من التصريحات الأمريكية، إلى جانب الدعم الفعلي والملموس الذي تقدمه واشنطن لتل أبيب على أرض الواقع.

وأضاف "الشيمي" في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أدلى بها في الساعة التاسعة مساءً، أن هذا الدعم يأتي في إطار أوسع يهدف إلى إعادة رسم أدوار القوى الفاعلة في الإقليم، وفي مقدمتها إيران، مشيرًا إلى أن هناك محاولات بدأت منذ فترة ليست بالقليلة لتقزيم أذرع طهران في المنطقة، مثل حركة "حماس"، و"حزب الله" في لبنان، و"الحوثيين" في البحر الأحمر.

وأكد أن هذه التحركات باتت ترتبط بشكل مباشر بتقليص حجم الدعم الإيراني وانتشاره في المنطقة، وهو ما أدى إلى تصاعد الضغوط على طهران، لا سيما فيما يتعلق ببرنامجها النووي، معتبرًا أن هذا الضغط يمثل جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد تستهدف تفكيك البرنامج النووي الإيراني، وهي عملية لا يمكن تحقيقها بشكل سريع، بل تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين.

وأشار إلى أن الحديث تزايد مؤخرًا حول إمكانية تنفيذ ضربات إسرائيلية إضافية ضد إيران، في إطار ما يُقال عن مساعٍ للحد من النفوذ الإيراني في مناطق استراتيجية مثل جنوب لبنان وسوريا.

ورأى الشيمي أن إيران، حتى هذه اللحظة، تبدو عاجزة عن تنفيذ ردٍّ قوي ومباشر ضد إسرائيل.

أما بالنسبة لمسألة استدعاء القوى الدولية ذات الأوزان الاستراتيجية، فيوضح أن روسيا منشغلة في حرب طويلة الأمد في أوكرانيا أدخلتها فيها الولايات المتحدة، فضلًا عن تصاعد التوترات التجارية والتكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة، ما يجعل هذين البلدين أكثر حيادية في التعامل مع إيران.

وعليه، توقّع ألا يكون الرد الإيراني بنفس القوة التي جاء بها الهجوم الإسرائيلي على طهران اليوم الجمعة، حيث طال قيادات بارزة في الحرس الثوري، وعددًا من العلماء في مجال الطاقة النووية.

أما تهديد إيران باستخدام ورقة مضيق هرمز، أو استهداف قواعد عسكرية في المنطقة، فهو يستهدف الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب الشيمي، الذي أوضح أنه يتم التلويح بذلك بين الحين والآخر، واستخدامه غير مستبعد.

غير أنه أكد أن حجم الضربات التي نفذتها إسرائيل داخل العمق الإيراني يطرح تساؤلات جدية حول مدى قدرة طهران على تنفيذ ضربات مماثلة بنفس الحدة والدقة داخل العمق الإسرائيلي، وتحقيق أهداف عسكرية ذات أثر استراتيجي واضح.

 

هجمات إسرائيل 

وبدأت إسرائيل فجر اليوم الجمعة في شن هجمات واسعة النطاق على إيران، شاركت فيها أكثر من 200 مقاتلة، في عملية حملت اسم "الأسد الصاعد"، وتضمنت استهداف منشآت نووية في مناطق متفرقة، واغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء

ومنذ قليل، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية ببدء ما سمّته "الرد الإيراني الساحق" بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية تجاه إسرائيل، ردًا على هجماتها".

وفي أعقاب ذلك، أكد الإعلام العبري أن دمارًا هائلًا ضرب العاصمة "تل أبيب"، لم يُعهد مثله من قبل.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة