أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، استعداد الحكومة وجاهزيتها لتقديم أي شيء مطلوب للتوسع في الصناعات وزيادة إنتاج المصانع، موضحاً أن هذه المشروعات توفر الآلاف من فرص العمل، وتوفر أيضا قيمة مضافة للاقتصاد، وتسهم في التصدير بكميات كبيرة، والدولة تشجع هذه النوعية من المشروعات. وهذه هي أولوياتنا في المرحلة القادمة.
وذكر المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء - في بيان اليوم - أن ذلك جاء خلال تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، في ختام جولته الميدانية اليوم بمحافظة البحيرة، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، وعلاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه تابع خلال الزيارة مجموعة من المشروعات المهمة التي يقوم بها القطاع الخاص من خلال زيارة إحدى المزارع الكبرى التي تخصص أغلب إنتاجها للتصدير، بالإضافة إلى أحد المصانع في مجال الصناعات الغذائية التي تخدم السوق المحلية وكذلك التصدير قائلا" كلها مشروعات على أعلى مستوى".
وقال مدبولي إن جولة اليوم شملت العديد من القطاعات والمجالات المهمة جدا، حيث بدأنا بالمشروع الأهم الذي تنفذه الدولة المصرية وهو مشروع المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بقرية زاوية صقر بمركز أبو المطامير، وشاهدنا المشروعات المهمة التي نفذتها الدولة في هذه القرية، واستعرضنا أيضا الخدمات الموجودة والقوافل الطبية وسوق اليوم الواحد والمراكز المختلفة الموجودة في القرية، مضيفا أنه وجه محافظ البحيرة، بضرورة متابعة تشغيل ما تم تنفيذه لضمان أعلى كفاءة ممكنة.
وأضاف "اختتمنا الزيارة بقطاع الصحة بزيارة مستشفى وادي النطرون، وتحدث وزير الصحة عن خطط التوسعات لتصبح مركزا إقليميا لخدمة النطاق الإقليمي بالكامل".
وتابع مدبولي: "لقد تابعتم أمس ما دار من وقائع الحرب الإسرائيلية على إيران، والتطورات المتلاحقة التي وقعت على إثر ذلك، مشيرا إلى أن الأشهر الماضية لم تخل من الحديث عن التوترات في المنطقة، وما وقع أمس يعتبر خطوة تصعيدية كبيرة للغاية وتحمل مخاطر شديدة على استقرار المنطقة، ولذا كان موقف مصر واضحا تماما بإدانة ما وقع من عدوان، ويمكن القول بكل وضوح لا أحد يعلم ماذا سيقود هذا التصعيد، أو إلى أي مدى سيستمر" مشيرا إلى أن هذا صراعا ثنائي ولكنه قد يطال المنطقة ودولا أخرى بها، ونحن نأمل ألا يتصاعد هذا الأمر إلى أن يصبح أزمة إقليمية، لأن ذلك معناه بالتالي أن تصبح أزمة عالمية، وهو ما نضعه في اعتبارنا كدولة وكحكومة؛ فلدينا دائما جميع السيناريوهات التي يمكن أن تحدث.
وفي السياق نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى أنه تواصل مع محافظ البنك المركزي المصري، وكل من وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، والمالية، والبترول والثروة المعدنية من أجل متابعة هذا الموضوع وتداعياته، وبالأخص على قطاع الطاقة، مجددا الإشارة لما أكدته الحكومة في وقت سابق من أنها لن تلجأ لتخفيف الأحمال، ونحن ماضون في هذا التعهد، مستدركا بقوله: هناك تأثيرات مباشرة على إمدادات الغاز الواردة إلى مصر، التي من شأنها أن تسهم في توفير الوقود اللازم لمحطات الكهرباء، ولذا فقد قمنا على الفور باتخاذ إجراءات احترازية، مع متابعة جميع الخطط الموضوعة مسبقا للطوارئ؛ من أجل ضمان عدم انقطاع للتيار الكهربائي ونستمر على هذا الأمر.
وواصل الدكتور مصطفى مدبولي حديثه في الأمر نفسه، لافتا إلى أن الحكومة كان عليها أن تسرع الخطى لتنفيذ خطتها لاستجلاب سفن لتغييز السائل (الغاز المسال)، فنحن في مصر كان لدينا خطة نعمل عليها بقوة مع وزير البترول، حيث كانت هناك سفينة واحدة، خلال الصيف الماضي، وتم الاتفاق على أن يكون لدينا ثلاث سفن خلال هذا الصيف تصل طاقاتها إلى ثلاثة أضعاف الذي كان متوافرا العام الماضي، الذي يأتي في سفن ويتم تغييزه وربطه على الشبكة القومية؛ وذلك بهدف استيعاب الزيادة المتوقعة لاستهلاك الكهرباء، والأهم هو تحقيق هدف تحسين كفاءة تشغيل محطات الكهرباء، حيث تزداد كفاءة محطات الكهرباء عندما تعمل بالغاز مقارنة بالوقود التقليدي "المازوت".
واستكمل مدبولي توضيحه لهذه النقطة بقوله: السفن الثلاث موجودة الآن على أرض مصر، والسفينتان الإضافيتان اللتان تم إحضارهما، واحدة منهما في ميناء السخنة وجار تجهيزها فنيا، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة يوم 27 أو 28 يونيو الجاري، وهي إضافة مهمة جدا لأنها ستضيف 750 مليون قدم مكعب؛ أما السفينة الثالثة فستدخل الخدمة في أول أسبوع من شهر يوليو المقبل، وهي حاليا في ميناء الدخيلة وسيتم تحريكها إلى السخنة أيضًا، وبذلك يكون لدينا 3 سفن تغييز تعمل بكفاءة وتضخ الغاز في الشبكة المصرية بمعدل 2250 مليون قدم مكعب في اليوم؛ وبذلك لن نكون معرضين لأي مشكلة إذا حدث أي انقطاع للشبكات الأخرى المربوطة مع الدول الأخرى المحيطة.
وأضاف "هذه هي خطتنا، ونعمل في إطارها ونتابعها يوما بيوم، وبذلك نؤمّن الدولة في هذا الأمر، وفي غضون الأسبوعين القادمين سيتم تزويد المازوت، وتبلغ الاحتياطات لدينا حاليا ضعف احتياطات العام الماضي في نفس الوقت، ونتج ذلك عن خطة تعمل عليها الحكومة لمضاعفة الاحتياطات على أرض مصر؛ لتأمين أكبر حجم ممكن، ولأيام أطول من الوقود المطلوب في محطات الكهرباء".
وفي هذا الإطار، أشار رئيس الوزراء إلى نقطة مهمة للغاية تتعلق بدور المواطن في تخفيف العبء الواقع على كاهل الدولة، من خلال ترشيد الاستهلاك، قائلا: "كلنا في مركب واحد" فالحكومة تؤدي ما بوسعها، ونناشد المواطنين ضرورة الحرص الشديد فيما يتعلق باستهلاك الكهرباء حتى نتجنب حدوث أزمة انقطاع للتيار هذا العام كما تعهدنا من قبل.
وتطرق رئيس الوزراء إلى أن معظم القراءات تشير إلى أن الصراع الدائر حاليًا من المتوقع أن يستمر لفترة أطول وليس من المتوقع أن ينتهي خلال بضعة أيام، وهذا سيكون له تداعياته على المنطقة بأسرها، مضيفا: وجدنا كدولة أنه في ظل هذا الصراع، من المناسب تمامًا أن نرجئ افتتاح المتحف المصري الكبير ليكون في الربع الأخير من العام الجاري؛ ففي ظل ما يحدث حاليًا في المنطقة، والمتوقع أن يستمر لأسابيع، أي حتى وقت الافتتاح المقرر مسبقًا، وجدنا إرجاء هذه الفعالية العالمية المهمة؛ حتى يكون لها الزخم العالمي المناسب، وسيتم تحديد يوم الافتتاح بناء على المعطيات في الفترة المقبلة.
وفي ختام حديثه، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن تطلعه إلى أن يتوقف هذا التصعيد الذي تشهده المنطقة، لأنه في حال زيادة تفاقم هذا التصعيد بشكل أكبر ستكون له تداعيات شديدة الخطورة؛ ليس فقط على الدولتين طرفي الصراع بل على المنطقة أجمع، وربما يتسبب ذلك في حرب إقليمية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، سيكون لها تداعيات مدمرة، لذلك كل تمنياتنا ألا يزيد التصعيد بين الطرفين.