الإثنين 28 يوليو 2025

تحقيقات

ضربات إيران تكشف هشاشة الجبهة الإسرائيلية.. والخسائر أكبر من الرواية الرسمية

  • 15-6-2025 | 16:09

ضربات طهران

طباعة
  • محمود غانم

ليلتان داميتان عاشتهما الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحت وابل من الضربات الصاروخية الإيرانية، التي خلفت دمارًا واسعًا، حاولت إسرائيل التعتيم عليه، لكن المشاهد وحدها كانت كفيلة بتكذيب روايتها الرسمية، التي زعمت أن الخسائر اقتصرت على عشرات القتلى والمصابين.

وردًا على عدوان إسرائيلي تتعرض له منذ فجر الجمعة الماضية، أطلقت إيران عملية "الوعد الصادق 3"، حيث استهدفت الأراضي الإسرائيلية بدفعات صاروخية وطائرات مسيرة، طوال الليلتين الماضيتين، مخلفة دمارًا واسعًا في الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك العاصمة تل أبيب.

وفي روايتها الرسمية، تزعم إسرائيل أن الرد الإيراني أسفر إجمالًا عن إصابة 345 شخصًا، بينهم سبعة يرقدون في المستشفيات بحالة حرجة، وذلك وفق معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية.

وبينما لم تشر الوزارة الإسرائيلية إلى عدد القتلى جراء الهجمات، فإن القناة السابعة العبرية الخاصة، أفادت بأن حصيلة القتلى الإسرائيليين جراء سقوط صواريخ إيرانية منذ بدء المواجهة الحالية بلغت 13 شخصًا.

غير أن هذه الأرقام تحظى بالتشكيك على نطاق واسع، خصوصًا في ظل الرقابة المشددة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على المجتمع الداخلي، بما في ذلك وسائل الإعلام.

 

حرب وليس ضربات

ويؤكد الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي والاستراتيجي، على أن ما بين إسرائيل وإيران، حرب وليس مجرد هجمات متبادلة، بدأت باعتداء إسرائيلي على "الكرامة الإيرانية" بعد اغتيال علماء وقادة عسكريين، فضلًا عن استهداف المنشآت النووية.

وأوضح الدكتور مختار غباشي أن من المستحيل على إسرائيل أن تدمر عبر هجماتها المنشآت النووية الإيرانية، وحتى لو شاركت الولايات المتحدة معها، وذلك نظرًا لأنها موزعة على كامل الجغرافيا الإيرانية، ومع ذلك، فإن الضربات الإسرائيلية كان لها تأثيرها.

وفي المقابل، ردت طهران على هذه الهجمات الإسرائيلية بشكل لم يتم منذ عام 1948، حيث إن ضرباتها طالت "تل أبيب" ومختلف الأراضي الإسرائيلية، ما أدى إلى بدء حركة نزوح للإسرائيليين، وهذا لم يحصل من قبل.

وفي غضون ذلك، يؤكد أن الأرقام الإسرائيلية بشأن حصيلة عدد القتلى والجرحى غير صحيحة، حيث إنها في حدها الأدنى، وما يُعلن من قبل "تل أبيب" أرقام رمزية.

وأردف مؤكدًا أن حجم الخسائر الإسرائيلية ضخم، بدليل ما عُوين من تدمير في البنى التحتية، غير أن إسرائيل تعتم على الخسائر الحقيقية.

 

من أكثر قدرة على الصمود؟

وأوضح الدكتور مختار غباشي، أن في هذه المواجهة، ستكون طهران صاحبة النفس الأطول، والأكثر قدرة على الصمود، حيث إنها بلد من أصحاب الحروب الطويلة، بما في ذلك حربها على العراق التي دامت لثماني سنوات، ولذا أكدت أن إسرائيل هي من بدأت هذه المواجهة، وهي من ستنهيها.

وفي سياق متصل، أشار إلى أن الولايات المتحدة بطبيعة الحال، لها دور في دعم إسرائيل في هجومها على الأراضي الإيرانية، فإن من المستحيل أن تقدم "تل أبيب" على ذلك دون دعم أمريكي، غير أن ذلك يتم بشكل غير مباشر.

ويؤكد أن السؤال المطروح الآن: هل ستدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر؟، مجيبًا: "لو تدخلت بشكل مباشر ستنفجر المنطقة بأكملها، حيث إن كافة القواعد الأمريكية في المنطقة ستُضرب".

 

بنك أهداف إيران

وفي ضرباتها، استهدفت طهران مختلف أرجاء الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بما في ذلك أهداف استراتيجية، كمراكز القيادة والتحكم والمنشآت الأمنية والحكومية.

وفي اليوم الأول من الضربات التي بدأت مساء الجمعة، أطلقت طهران ست دفعات صاروخية طالت نواحي إسرائيل، بما في ذلك مناطق الشمال والجنوب والوسط، كما تم استهداف مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وأثناء ذلك، تحدثت وسائل إعلام عن "حدث خطير جدًا" في تل أبيب عقب قصف بصاروخ إيراني استهدف موقعًا استراتيجيًا، لم يتم الكشف عن تفاصيله.

ومن جانبها، أكدت إيران أن الهجمات استهدفت المراكز العسكرية والقواعد الجوية التي انطلقت منها الهجمات الإسرائيلية ضد بلادها.

وفي اليوم الثاني، طالت الضربات الإيرانية التي بدأت في الساعات الأخيرة من مساء السبت، وامتدت حتى فجر اليوم، مواقع في إسرائيل، بما في ذلك العاصمة تل أبيب، ومدينة حيفا.

وضمن ذلك، سُجلت عدة إصابات في مبانٍ داخل حرم "معهد وايزمان للعلوم" في مدينة رحوفوت، وسط إسرائيل، كما نشب حريق بمنشأة استراتيجية قرب ميناء حيفا.

كما تم استهداف منشآت إنتاج وقود الطائرات ومراكز تأمين الطاقة التابعة لإسرائيل، عبر هجوم واسع باستخدام أعداد كبيرة من المسيّرات والصواريخ، حسب الحرس الثوري الإيراني.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة