ألقى التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، الذي بدأ فجر الجمعة الماضي، بظلاله على المنطقة بأكملها، متسببا في اضطرابات واسعة على مختلف المستويات، لم تسلم منها الأوساط الفنية، فبين صفارات الإنذار في المدن الحدودية، وتحليق الطائرات المجهولة فوق مواقع حساسة، وجلسات الطوارئ في تل أبيب وطهران، كان الفنانون على موعد مع قرارات مفاجئة وتعطيل مفاجئ لخططهم.
من أبرز المتضررين، كانت الفنانة إلهام شاهين والإعلامية هالة سرحان، اللتان تواجدتا في بغداد لحضور تكريم رسمي، وفي أثناء استعدادهما للعودة إلى القاهرة، تفاجأتا بإغلاق المجال الجوي العراقي، ليتم احتجازهما مؤقتا داخل البلاد إلى حين استقرار الأوضاع وفتح الأجواء من جديد.
وقالت إلهام شاهين في تصريحات صحفية: "كنت أنا وهالة سرحان في بغداد لحضور تكريم رسمي، وأثناء توجهنا للمطار فجرا قيل لنا إن المطار مغلق، فعدنا أدراجنا، للأسف لا نعلم متى سنعود، ولكن الحمد لله نحن بخير، ونتمنى أن تنفرج الأزمة قريبا".
ولم تكن شاهين وسرحان وحدهما في هذا المأزق، إذ أعلن الفنان محمد شاكر، نجل المطرب فضل شاكر، عن تأجيل حفلاته في ألمانيا وهولندا بسبب توقف الرحلات الجوية من الأردن نحو أوروبا، مؤكدا عبر حسابه على إنستجرام أن "الظروف الراهنة" حالت دون إتمام جولته الفنية، على أن يتم الإعلان عن مواعيد بديلة لاحقا.
أما الفنان محمود العسيلي، فقد طاله التأجيل أيضا، إذ أعلنت الشركة المنظمة لحفله في العاصمة الأردنية عمان عن إلغاء الحدث الذي كان مقررا مساء الجمعة، بعد تعذر سفره بسبب قرار إغلاق المجال الجوي الأردني كإجراء احترازي.
هكذا، لم تبقِ نيران التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران على الجبهات السياسية فقط، بل امتدت لتوقف أصوات الغناء وتعطل عودة المسافرين، ليجد الفن نفسه رهينة الأزمات الجيوسياسية مرة أخرى.