في محاولة لإعادة بث الروح في ذاكرة المكان، وإحياء التاريخ الذي تهمشه زحمة الحياة اليومية، أطلق الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، التابع لوزارة الثقافة المصرية، مشروعًا ثقافيًا طموحًا يحمل اسم «حكاية شارع».
و الهدف من المشروع، ليس مجرد لافتة على جدار، هو استدعاء للذاكرة القومية وتعريف الأجيال بشخصيات صنعت التاريخ، وتحولت أسماؤها إلى عناوين لعناوين، دون أن تُروى حكاياتها.
وتقوم فكرة المشروع على التعريف بمن أُطلقت أسماؤهم على شوارع المدن المصرية،من خلال ضوابط محددة عبر لوحات معدنية أنيقة تحمل اسم الشخصية، وسطورًا موجزة «لا تزيد عن 25 كلمة»، تلخص جوهر إنجازها، مكتوبة بالعربية والإنجليزية، لتصبح الشوارع متاحف مفتوحة تسرد سيرة الوطن ورجاله.ويتم تنفيذ المشروع من خلال لجنة علمية تضم خبراء في مجال التوثيق والتاريخ والتراث الثقافي
شارع عائشة التيمورية
ومن بين برنامج «حكاية شارع »، شارع عائشة التيمورية، والذي يقع في حي جاردن سيتي، بالقاهرة
الميلاد والنشأة
ولدت عائشة عصمت إسماعيل محمد كاشف تيمور الشهيرة بعائشة التيمورية في باب الخلق بالقاهرة عام 1840م، ووالدها من أصل كردي تركي، كان موظفًا في الأرشيف الأوربي لمحمد علي، وكان محبًا للعلم والأدب ووضع لأسرته تاريخًا باللغة التركية، كانت عائشة تنوى نقله إلى اللغة العربية، وكان يمتلك مكتبة هامة استفادت منها عائشة فائدة كبيرة، تعلمت عائشة في المنزل فقرأت القرآن وتعلمت إلى جانبه العربية والتركية والفارسية.
أتقنت عائشة التيمورية النحو والعروض على يد معلمتين من أهل العلم فى ذلك العصر، كتبت العديد من الكتب منها ما هو دواوين شعرية وكتب نثرية وقصص أدبية، نشرت العديد من المقالات في الآداب والمؤيد وغيرها من صحف زمانها.
كتبت عائشة التيمورية شعرها العربي بالاسم ذاته، أما شعرها التركي والفارسي فكتبته باسم «عصمت»، وكتبت النثر باسم «التيمورية» وخلى شعرها من الهجاء وكانت تتكلم في الشعر الديني بصيغة المذكر، كانت عائشة أول امرأة عربية كتبت قصة كاملة، كما كانت أول من نبغ من المصريات في الشعر والأدب.
وقكتبت الشعر بثلاث لغات وهي بالعربية والفارسية والتركية، وكتبت أعمالاً نثرية تعد من بشائر الأدب القصصي الحديث.
صاحبة أولى الكتابات المدونة للمرأة العربية
تعد مؤلفات عائشة تيمور أولى الكتابات المدونة للمرأة العربية في العصر الحديث من شعر ونثر، ويمكننا القول أنها فتحت الباب أمام المزيد من النساء للتعبير عن أنفسهن، إذ اعتبرتها مثيرات ممن ألهمتهن المثابرة والهمة.
كانت «التيمورية» أول مصرية عالجت الموضوعات الاجتماعية واهتمت بنهضة المرأة المصرية وبذلك تكون سبقت قاسم أمين الذي دعي إلى تحرير المرأة المصرية، وكانت تحضر مجالس الأدب، حيث كانت تتهافت على هذه المجالس بدون ارتباك.
إنجازات رائدة الأدب النسوي
عائشة التيمورية هي..
- أول امرأة كتبت بالعربية قصة كاملة وهى «نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال».
- أول امرأة في مصر تنبغ في الشعر والأدب في العصر الحديث.
- أول من تمردت على وضع المرأة فتركت أعمالها المنزلية واتجهت إلى الشعر والأدب.
- أول من عالجت الموضوعات الاجتماعية ومسألة نهضة المرأة، حيث كتبت في عام 1892م أسراها النقدية في عدة مقالات
- وكانت من أوائل النسوة اللاتي كن يتهافتن على حضور مجالس العلم والأدب.
مؤلفات عائشة التيمورية
كتبت عائشة التيمورية العديد من المؤلفات، منها:
«نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال» وهى قصة أخلاقية اجتماعية.
«مرآة التأمل في الأمور» وهى رسالة وجيزة في 16 صفحة.
حلية الطرز «ديوان شعر باللغة العربية» عام 1884م.
«ديوان عصمت»، وهو ديوان شعرها التركي.
«اللقاء بعد الشتات» (رواية).
ورحلت عن عالمنا الأديبة السيدة عائشة تيمور في 2 مايو السنة 1902 وهي في سن الثانية والستين، لكن سيبقى أثرها في تاريخ الأدب الحديث وفي الذاكرة والوجدان.
