الجمعة 1 اغسطس 2025

اقتصاد

«فيتش» ترصد سيناريوهات التصعيد.. هل تقود الحرب إلى أزمة اقتصادية في الخليج؟

  • 17-6-2025 | 11:09

وكالة فيتش

طباعة

حذرت وكالة التصنيف الائتماني الدولية "فيتش" من أن اتساع نطاق الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل إلى ساحات إقليمية أوسع، أو أي تعطل في حركة الشحن عبر مضيق هرمز الحيوي، قد يؤدي إلى موجة ارتفاع طويلة الأمد في أسعار النفط العالمية، لكنه في المقابل قد يُلحق ضرراً بالغاً بالأوضاع الائتمانية لدول المنطقة، يتجاوز بكثير أية مكاسب اقتصادية ناتجة عن زيادة عائدات الطاقة.

وأوضحت الوكالة في تقرير حديث أن توقعاتها الأساسية لا تزال تستبعد اندلاع حرب شاملة أو إغلاق المضيق، مع الإقرار بتزايد المخاطر الأمنية في الخليج والمنطقة الأوسع منذ بداية التصعيد الأخير.

التصعيد مستمر ومحاولات لخفض التوتر

تأتي هذه التقييمات في ظل تبادل القصف بين إيران وإسرائيل لليوم الخامس على التوالي، وسط مؤشرات متضاربة؛ حيث أفادت تقارير برغبة طهران في خفض التصعيد واستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، في حين صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته، مطالباً بـ"إخلاء العاصمة الإيرانية فورًا"، في إشارة إلى تدهور الأوضاع الأمنية.

وأشارت "فيتش" إلى أن الصراع يبدو محصوراً حالياً بين الطرفين، مع توقعها بعدم امتداده لأكثر من "أسابيع معدودة"، مرجحة أن الضربات الإسرائيلية على غزة ولبنان قلّصت من قدرة إيران على الرد من خلال وكلائها في المنطقة. 

كما استبعدت الوكالة احتمال مهاجمة طهران لدول مجلس التعاون الخليجي، مستندة إلى العلاقات الجيدة مع هذه الدول، وإدانة معظمها للهجمات الإسرائيلية الأخيرة.

أسعار النفط تقفز

وشهدت أسواق النفط العالمية اضطرابات حادة عقب اندلاع الصراع، إذ ارتفعت الأسعار بنحو 7% قبل أن تستقر بشكل طفيف، ليتداول خام برنت حالياً فوق حاجز 73 دولاراً للبرميل، في ظل ترقب المتعاملين لأي تطورات قد تؤثر على إمدادات الطاقة من الخليج.

وتوسعت الضربات الإسرائيلية مؤخرًا لتطال منشآت حيوية في قطاع الطاقة الإيراني، منها منشآت نووية في نطنز وأصفهان وفوردو، بالإضافة إلى منشآت نفطية في "شهران" وحقل "بارس الجنوبي" العملاق، ما دفع طهران إلى تعليق الإنتاج جزئياً في بعض هذه المواقع.

أوبك+ تتحرك لاحتواء الأثر

في المقابل، طمأنت وكالة "فيتش" الأسواق إلى أن تحالف "أوبك+" يمتلك طاقة إنتاجية احتياطية كافية لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات الإيرانية، تُقدّر بحوالي 5.7 مليون برميل يومياً، وهو ما يحدّ من احتمالات حدوث أزمة حادة في الإمدادات العالمية.

وأوضحت الوكالة أن ارتفاع أسعار النفط قد يدفع بعلاوة المخاطر الجيوسياسية إلى ما بين 5 و10 دولارات للبرميل، إذا ما استمرت وتيرة التوتر دون تصعيد شامل أو تعطيل فعلي للإنتاج.

مضيق هرمز في دائرة التهديد

ورغم أن طهران لم تُقدم بعد على خطوات تصعيدية مباشرة ضد حركة الملاحة في مضيق هرمز، إلا أن تصريحات مسؤولين إيرانيين تثير القلق، أبرزها ما أدلى به النائب إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، والذي لوّح بإمكانية إغلاق المضيق الحيوي "بكل حزم" في حال تطورت الأحداث، وفقًا لوسائل إعلام رسمية.

ويمثل مضيق هرمز شرياناً أساسياً للطاقة العالمية، حيث يمر عبره نحو 20% من إنتاج النفط العالمي اليومي، ما يجعل أي تهديد له بمثابة خطر مباشر على استقرار الأسواق والنمو الاقتصادي العالمي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة