الجمعة 1 اغسطس 2025

تحقيقات

تهدد إسرائيل بضربها ومحصنة داخل جبل.. معلومات عن منشأة فوردو النووية الإيرانية

  • 17-6-2025 | 15:40

منشأة فوردو النووية

طباعة
  • أماني محمد

مع تصاعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية، استهدف ضربات الاحتلال العديد من المنشآت النووية داخل طهران، وكذلك اغتالت نحو 9 من العلماء النوويين الإيرانيين، في محاولة لتدمير برنامج طهران النووي، فيما يدور الحديث حول تنفيذ الاحتلال ضربة عسكرية مستقلة ضد منشأة "فوردو" النووية المحصّنة في إيران، بينما أسقطت الدفاعات الجوية الإيرانية مسيرة إسرائيلية في محيط منشأة فوردو النووية.

قال مسؤول عسكري إسرائيلي، لم ننفذ أي عملية في فوردو بعد لكن هذا لا يعني أننا لن نفعل، وذلك حسبما أوردته فضائية "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل لها، فيما كشفت وسائل إعلام عبرية عن تكثيف إسرائيل ضغوطها على واشنطن من أجل دفعها إلى الانضمام إلى عملية هجومية تهدف إلى "تحييد" المنشأة النووية الواقعة تحت الأرض في "فوردو"، والتي تُعدّ من أكثر منشآت إيران تحصينًا.

 

منشأة فوردو النووية الإيرانية

وقال مسؤولين إسرائيليين إن الحرب ضد إيران يجب أن تستكمل عبر تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية، وتعرضت المنشأة خلال الأيام الماضية لعدة هجمات إسرائيلية، إلا أن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أكد أن الأضرار التي لحقت به محدودة، فيما نفى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، تضرر منشأة فوردو ومفاعل خندب للماء الثقيل.

ومحطة فوردو الإيرانية النووية، توصف بأنها المجمع السريّ والخاضع لحراسة مشددة  بالقرب من مدينة قم الإيرانية، ومنذ الكشف عنها لأول مرة عام ٢٠٠٩، تثار التكهنات حول طبيعتها وحجمها، حيث كشفت منظمة مبادرة التهديد النووي «NTI»، عددًا من المعلومات حول المحطة، والتي تعتبر ثاني محطة تخصيب تجريبية في إيران، بعد محطة تخصيب الوقود التجريبية في نطنز، التي استهدفها الاحتلال الإسرائيلي في ضربات يوم الجمعة الماضي.

كان موقع منشأة فوردو النووية في الأصل منشأة نفق مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وتقع في جبل بالقرب من مدينة قم، وتنقسم المنشأة إلى قاعتين للتخصيب؛ صُممت كل منهما لاستيعاب ثماني مجموعات من أجهزة الطرد المركزي الغازي IR-1 بإجمالي حوالي 3000 جهاز طرد مركزي.

بعد توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2015، أُعيدت هيكلة محطة فوردو لتخصيب الوقود كمركز أبحاث تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا يزال 1044 جهاز طرد مركزي غازي مثبتًا في جناح واحد من المنشأة، مع تثبيت مجموعات IR-1 بشكل منفصل لإنتاج النظائر المستقرة.

وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم تستخدم إيران المنشأة لتخصيب اليورانيوم منذ بدء تقديم التقارير في نوفمبر 2013.

لا يزال من غير الواضح متى قررت إيران بناء منشأة فوردو لتخصيب الوقود، حيث تقول طهران إن البناء بدأ في النصف الثاني من عام 2007، بينما تدعي الولايات المتحدة بأن إيران بدأت البناء في عام 2006، ويقدّر معهد العلوم والأمن الدولي أن بداية البناء كانت بين 10 يونيو 2006 و17 يونيو 2007.

واعترفت طهران علنًا بوجود المنشأة لأول مرة في رسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 سبتمبر 2009، بعد أن كشف الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، والرئيس الفرنسي حينها نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني حينها غوردون براون، عن وجود الموقع للمجتمع الدولي في بيان مشترك صدر في وقت سابق من ذلك الشهر.

دفع حجم محطة فوردو لإثراء الوقود، وسريتها، وموقعها في قاعدة للحرس الثوري، محللين في الحكومة الأمريكية إلى التشكيك في الغرض الحقيقي للمنشأة، مجادلين بأن إيران كانت تنوي استخدامها لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب المستخدم في صنع الأسلحة سرًا، فيما يؤكد المسؤولون الإيرانيون أن المحطة ستخصب اليورانيوم فقط حتى مستوى ٥٪ من اليورانيوم، المطلوب للطاقة النووية.

وقدمت إيران لاحقًا استبيان معلومات التصميم في يونيو 2011، موضحةً أنها تخطط لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20% من اليورانيوم، وبدأت العمليات في ديسمبر من ذلك العام، وبعدها وافقت إيران على منح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية حق الوصول الكامل إلى محطة فوردو، وتحقق هؤلاء المفتشون من توافق المنشأة مع مواصفات التصميم الإيرانية.

ولم تقدم الوكالة أدلة على أن إيران حوّلت المواد النووية المنتجة في محطة فوردو لإثراء اليورانيوم لأغراض عسكرية، لكنها أعربت عن قلقها المتزايد إزاء احتمال وجود منشآت نووية إيرانية أخرى غير معلنة مثل محطة فوردو.

واستجابةً جزئيًا لهذه المخاوف، أبرمت إيران ومجموعة (الصين، فرنسا، ألمانيا، روسيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة) خطة العمل المشتركة في نوفمبر 2013، وكجزء من الاتفاق الأوسع نطاقًا، وافقت إيران على وقف تخصيب اليورانيوم بما يزيد عن 5% في محطة فوردو لمدة 6 أشهر.

وراقبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتأكدت من امتثال إيران للتدابير المنصوص عليها في يناير 2014 حتى حلول خطة العمل الشاملة المشتركة في الاتفاق المبر في يوليو 2015، وبموجبه وافقت إيران على وقف تخصيب الوقود في محطة فوردو لمدة خمسة عشر عامًا باستثناء إنتاج محدود من النظائر المستقرة، وتحويل المنشأة إلى مركز علمي.

ولم يتبقَّ سوى 1044 جهاز طرد مركزي من طراز IR-1 في جناح واحد من محطة فوردو لإثراء الوقود، مع إزالة أجهزة الطرد المركزي الزائدة والمعدات المرتبطة بها وتخزينها في نطنز تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في أكتوبر 2015، وفي عام 2017، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية امتثال إيران للمبادئ والجداول الزمنية المحددة في الاتفاق بشأن محطة فوردو لإثراء الوقود، ولكن في فبراير 2023، أجرت الوكالة زيارة غير معلنة إلى فوردو واكتشفت أن إيران أجرت تغييرًا غير معلن في تصميمها المتعلق بإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، وهو ما يتعارض مع اتفاقية الضمانات المبرمة بين إيران والوكالة.

بالإضافة إلى ذلك، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مارس 2023 أنها اكتشفت يورانيوم مخصبًا بنسبة نقاء 83.7% في المحطة.

في الأسبوع الماضي، وفي أحدث تقرير ربع سنوي لها، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران أنتجت ما يكفي من اليورانيوم بنسبة نقاء 60% - وهو ما يمكن تخصيبه في غضون أيام ليصل إلى نسبة 90% من المواد الصالحة للاستخدام في صنع الأسلحة - لتصنيع 9 قنابل نووية.

ووصف المحللون القلعة الجبلية التي تقع داخل قاعدة للحرس الثوري بأن "فوردو كل شيء ونهاية العملية النووية الإيرانية"، وقال بريت ماكجورك، الذي عمل منسقاً لشؤون الشرق الأوسط في عهد عدة رؤساء أمريكيين: "إذا لم تحصلوا على منشأة فوردو، فلن تتمكنوا من القضاء على قدرتهم على إنتاج مواد صالحة للاستخدام في الأسلحة".

في حين أن القنابل التي يمتلكها الإسرائيليون بالفعل فعّالة حتى عمق ستة أمتار من الخرسانة المسلحة، فإن القنبلة الأمريكية GBU-57A/B يُعتقد أنها الذخيرة الوحيدة القادرة على توجيه ضربة خطيرة إلى فوردو، وتُعرف أيضًا باسم MOP، أو قنبلة اختراق الذخائر الضخمة، ويبلغ طولها أكثر من ستة أمتار ووزنها 14,000 كيلو جرام، ورأسها الحربي يزن 2,400 كيلو جرام، ونظام توجيه GPS.

ويُقال إنها قادرة على اختراق ما يصل إلى 61 مترًا من الخرسانة، الطائرة الوحيدة القادرة على حملها هي قاذفة الشبح B-2، التي يمكنها حمل قنبلتين في آن واحد.

 

لا ضرر في فوردو ونطنز

في مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين، أعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أن منشأتي نطنز وفوردو النوويتين لم تتعرضا لأي أضرار جديدة منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية التي انطلقت، الجمعة الماضي، ضد طهران.

وأكد جروسي أن منشأة فوردو، المعروفة بأنها "الأكثر تحصينًا في إيران"، وكذلك مفاعل الماء الثقيل في خُندب (الذي لا يزال قيد الإنشاء)، لم تُصبهما أي ضربات جوية، نافيًا تقارير إسرائيلية سابقة تحدثت عن استهداف منشآت الوقود في فوردو، كما شدّد على أن منشأة بوشهر النووية لم تُهاجم، وفقًا لتقييم نُشر في صحيفة "نيويورك تايمز" استنادًا إلى بيان رسمي للوكالة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة