الخميس 3 يوليو 2025

تحقيقات

اليوم السابع من الحرب.. إيران تصعّد بهجوم هو الأوسع على إسرائيل منذ بدء المواجهات

  • 19-6-2025 | 12:37

صواريخ طهران تضيء سماء تل أبيب

طباعة
  • محمود غانم

في اليوم السابع من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، شنت طهران أقوى هجوم لها على الأراضي المحتلة منذ 48 ساعة، خلّف دمارًا واسعًا في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، واستهدف أهدافًا استراتيجية تتبع لجيش الاحتلال، وسط استمرار عملية رقابة مشددة من قبل السلطات الإسرائيلية في نشر أي شيء يتصل بخسائرها جراء الضربات الإيرانية.

 

هجوم مدمر

وقدّر الإعلام العبري الصواريخ التي قصفت بها طهران الجبهة الداخلية الإسرائيلية، اليوم، بما يتراوح بين 20 إلى 30 صاروخًا، أوقعت عشرات المصابين، بينما لم يُعلن عن سقوط قتلى.

ودمّرت الصواريخ الإيرانية مبنى كاملًا في مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، الذي يعمل على إسعاف الجنود المصابين الذين ينفذون إبادة جماعية في قطاع غزة.

ولم تستهدف طهران من وراء هجومها على بئر السبع مستشفى "سوروكا"، بل استهدفت مقر قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي بجوار المستشفى، الذي تضرر جراء موجة الانفجار، وفق وسائل إعلام إيرانية.

وبحسب المصدر ذاته، فإن المنشأة المستهدفة تضم آلاف الجنود الإسرائيليين، وأنظمة القيادة الرقمية، وعمليات الحرب السيبرانية، ومنظومات القيادة والسيطرة والاستخبارات والاستطلاع والمراقبة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

كذلك، أكدت وكالة "رويترز" للأنباء أن الأهداف الرئيسية لإيران في هجوم صباح اليوم كانت مقر قيادة للجيش، ومقرًا للمخابرات، ومركزًا تابعًا للجيش مجاورًا لمستشفى سوروكا.

في المقابل، نفت إسرائيل صحة استهداف قاعدة عسكرية في هذه المنطقة، مؤكدة أن إيران قصفت بصاروخ باليستي مستشفى "سوروكا" في بئر السبع لا قاعدة عسكرية.

وبدورها، أكدت سلطات بئر السبع أن الهجمات الإيرانية أدت إلى توقف العمل في مستشفى سوروكا باستثناء حالات الطوارئ، وألحقت به أضرارًا واسعة، بينما أوقعت 40 مصابًا.

تجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف، في الأيام الماضية، "مستشفى الفارابي" بمدينة كرمنشاه غرب البلاد، كما استهدفت غارات إسرائيلية مستشفى "حكيم" للأطفال في العاصمة طهران.

وطالت الصواريخ الإيرانية أهدافًا أخرى في بئر السبع، وتل أبيب، وحولون، حيث وقعت انفجارات مدوية.

وتأكد أن هناك إصابات مباشرة في وسط تل أبيب وبئر السبع، وسط مخاوف من وجود عالقين تحت الأنقاض، بالإضافة إلى خطر انهيار مبانٍ.

وتفرض إسرائيل رقابة مشددة على نشر أي شيء عن خسائرها جراء الحرب، بما في ذلك وسائل الإعلام، وفي ظل ذلك، أوقفت الشرطة الإسرائيلية، اليوم، بث وسائل إعلام أجنبية من مواقع سقوط الصواريخ.

ومن جانبها، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن صواريخ طهران الكثيفة تسببت بأضرار جسيمة بمواقع عدة، وذلك بعد يوم من تخفيف توجيهات قيادة الجبهة الداخلية للإسرائيليين.

وإجمالًا، أسفرت هذه الهجمات الإيرانية عن إصابة 65 إسرائيليًا، حسب ما ذكره الإسعاف الإسرائيلي، بينما لم يُعلن عن وقوع قتلى.

 

قصفنا مركز قيادة

في غضون ذلك، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن استهداف مركز القيادة والمعلومات للجيش الصهيوني قرب أحد المستشفيات (سوروكا) بدقة عالية.

وأكد الحرس الثوري أن هذه الدفعة من الصواريخ، وهي الرابعة عشرة منذ بدء الرد على العدوان الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، كانت هجومًا مركبًا من الصواريخ والمسيرات الانتحارية.

ولفت إلى أن كل أجواء الأراضي المحتلة باتت مكشوفة، ولا وجود لأي مكان آمن فيها، مؤكدًا أن منظومات "العدو الصهيوني" الصاروخية والدفاعية باتت عديمة الجدوى، حسب قوله.

وأوضح أن قدراته الاستخبارية ودقة التوجيه الصاروخي لدى قواته باتت معروفة للعالم.

وحسب مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي، فإنه تم إجلاء أكثر من 5 آلاف شخص من منازلهم في أنحاء إسرائيل نتيجة الهجمات الإيرانية منذ الجمعة.

ووفقًا لما أفاد به اليوم، فإنه منذ بدء العملية، أطلقت إيران أكثر من 400 صاروخ باليستي، ومئات الطائرات بدون طيار، وسقط نحو 40 صاروخًا في إسرائيل، دون تحديد مواقع سقوطها.

وزعم أن الهجمات الإيرانية أدت إلى مقتل 24 إسرائيليًا، وإصابة أكثر من 838، منهم 11 في حالة خطيرة، و42 متوسطة، وأكثر من 785 إصابة طفيفة، وهي حصيلة مشكوك فيها.

بينما جرى تقديم 22 ألفًا و932 مطالبة تعويض إلى مصلحة الضرائب، هي 18 ألفًا و890 مطالبة تتعلق بأضرار مبانٍ، و1827 خاصة بمركبات، و2215 بخصوص محتويات وممتلكات أخرى، حسب المصدر ذاته.

 

هجمات إسرائيلية ضد طهران

على الناحية الأخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان صدر يوم الخميس، أن أربعين طائرة حربية نفذت ليلة أمس غارات جوية استهدفت ما وصفه بـ"عشرات الأهداف العسكرية" في مناطق متفرقة من طهران ومدن إيرانية أخرى، مستخدمة أكثر من مئة ذخيرة.

وذكر البيان أن من بين المواقع المستهدفة المفاعل النووي في منطقة أراك، مشيرًا إلى أن العمل في بنائه بدأ عام 1997 لكنه لم يُستكمل بسبب تدخل المجتمع الدولي، مضيفًا أن الضربة جاءت "لمنع النظام الإيراني من امتلاك القدرة على تشغيل المفاعل".

كما أشار إلى استهداف منشأة في نطنز، قال إنها تُستخدم في تطوير أسلحة نووية، وتضم مكونات ومعدات خاصة تدخل في هذا المجال.

وأضاف البيان أن الهجمات شملت أيضًا منشآت عسكرية، من بينها مصانع لإنتاج المواد الخام، ومكونات تُستخدم في تجميع الصواريخ الباليستية، إلى جانب مواقع لتصنيع أنظمة وصواريخ دفاع جوي إيرانية.

ومنذ فجر الجمعة الماضية، تشنّ إسرائيل عدوانًا على إيران بهدف تدمير المنشآت النووية الإيرانية كهدف مُعلن، وإسقاط النظام الإيراني كهدف ألمحت إليه، في عملية حملت اسم "الأسد الصاعد"، اغتالت ضمنها علماء نوويين وقادة عسكريين كبارًا.

كان الهجوم الإسرائيلي على إيران متوقعًا منذ بداية العام الحالي، غير أن واشنطن حالت دون تنفيذه، في مسعى لإعطاء المسار الدبلوماسي فرصة قد تفضي إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وردًا على العدوان الذي طال أراضيها، أطلقت طهران، مساء اليوم ذاته، عملية "الوعد الصادق 3"، التي تهاجم فيها أهدافًا استراتيجية في إسرائيل بعشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة، مُلحقة بها خسائر فادحة، يكتنفها تعتيم من قبل السلطات الإسرائيلية.

وأكدت طهران أن توقف هجماتها مرهون بوقف إسرائيل عدوانها على الأراضي الإيرانية، مشددة على أن ردها مشروع وفقًا للقانون الدولي.

ويمثل الصراع الحالي أكبر تصعيد بين إسرائيل وإيران، اللتين يجمعهما عداء طويل منذ عقود، حيث يُعدّ انتقالًا من حرب الظل التي استمرت بينهما سنوات إلى صراع عسكري مفتوح.

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة