إميل سيوران.. الذي كتب الفلسفة بلغة اليأس والسكينة

تحل اليوم ذكرى وفاة الفيلسوف والكاتب الروماني إميل سيوران، والذي يعد أحد أكثر المفكرين سوداوية وتشاؤمًا في القرن العشرين، الذي جعل من الفلسفة مساحة للتأمل في العدم والقلق الوجودي.

النشأة والتعليم

ولد إميل سيوران في 8 أبريل 1911 في قرية رازيناري، التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية النمساوية المجرية، انتقل إلى جامعة بوخارست لدراسة الفلسفة، حيث تأثر بأعمال نيتشه وشوبنهاور، وبدأ يعاني من الأرق الذي سيصبح جزءًا من فلسفته لاحقًا.

المسيرة الفكرية

نشر سيوران أول كتبه "على ذرى اليأس" عام 1934، وهو كتاب يعكس تأملاته العميقة في العدم واليأس، بعد ذلك، انتقل إلى برلين ثم باريس، حيث بدأ الكتابة بالفرنسية، وأصدر أعمالًا مثل "رسالة في التحلل" و"مثالب الولادة"، التي عززت مكانته كأحد أبرز الفلاسفة العدميين.

فلسفته وأسلوبه

تميز سيوران بأسلوبه الشذري، حيث كتب أفكاره في جمل قصيرة مكثفة، بعيدًا عن التنظير الفلسفي التقليدي. كان يرى أن "أن لا نولد هي أمثل صيغة وجود على الإطلاق" ، وأن الحياة لا تحمل معنى حقيقيًا سوى السخرية منها. رغم سوداويته، كان يؤمن بأن الموسيقى والضحك هما الوسيلتان الوحيدتان لمواجهة عبثية الوجود.

حياته الأخيرة ورحيله

ظل سيوران بعيدًا عن الأضواء، رافضًا الجوائز والتكريمات، ومفضلاً العزلة، توفي في 20 يونيو 1995 عن عمر 84 عامًا ، ودُفن في مقبرة مونبارناس في باريس.