الأربعاء 30 يوليو 2025

فن

سليمان نجيب.. فنان بدرجة دبلوماسي ووداع يشبه مشهد ختامي

  • 21-6-2025 | 05:27

سليمان نجيب

طباعة
  • ندى محمد

في مثل هذا اليوم، 21 يونيو، وُلد سليمان نجيب عام 1898، لأسرة أرستقراطية عريقة، كان يمكنه أن يكتفي بمناصب النخبة ومجالس الدبلوماسيين، لكنه اختار أن يقف تحت أضواء المسرح، مؤمنًا أن الفن لا يقل نبلاً عن السياسة.

درس سليمان نجيب الحقوق، وتدرج في وظائف الدولة حتى أصبح قنصلًا لمصر في إسطنبول، ثم تولى رئاسة دار الأوبرا المصرية. ورغم ذلك، لم يتخل عن حلمه الأول، فاقتحم عالم التمثيل وقدم أكثر من 40 عملًا مسرحيًا، وشارك في أفلام خالدة مثل "لعبة الست" و"غزل البنات"، حتى أصبح أول فنان يُمنح لقب "بك" من الملك فاروق.

سليمان نجيب

كانت حياته خليطًا من الأناقة والجرأة، الصرامة والظرف. يروي الكاتب أنيس منصور في مذكراته واقعة طريفة كان بطلها نجيب، بعد تكرار طلبه تذاكر مجانية من صديقه في الأوبرا، قرر سليمان تلقينه درسًا، وأصر أن يحضر عرضًا ملكيًا مرتديًا "ردنجوت"، ثم أمده ببدلة من مخازن الأوبرا كانت مليئة بالحشرات. 


اضطر أنيس إلى الجلوس متألّمًا أمام الملك دون قدرة على المغادرة، وبعد العرض، لم يجد ملابسه، فخرج من الأوبرا مرتديًا "قفطان سفرجي"، مما صدم والدته ظنًا أنه فقد عمله كصحفي.

سليمان نجيب

ورغم الثراء، لم يتزوج نجيب، مفضلاً حياة الانطلاق بين الفن والموسيقى والثقافة، وكان وداعه على طريقته، بعد آخر عرض مسرحي له بعنوان "المشكلة الكبرى"، طلب أن يُفتح الستار ليودع جمهوره بنفسه، ثم عاد إلى منزله وتوفي بعد يومين فقط، وكأن الستار أُسدل عليه مرة أخيرة من فوق خشبة المسرح.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة