الأحد 20 يوليو 2025

تحقيقات

إيران تعرض العفو على عملاء "الموساد".. مناورة ذكية في حرب الظلال مع إسرائيل| خاص

  • 21-6-2025 | 12:02

قادة إيرانيون اغتالتهم إسرائيل

طباعة
  • محمود غانم

لم تكن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت إيران من الخارج بنفس التأثير الذي أحدثته الضربات القادمة من الداخل، والتي كشفت عن اختراق استخباراتي واسع نفذه جهاز "الموساد" الإسرائيلي، ما وضع طهران في موقف حرج منذ الساعات الأولى لبدء العدوان الإسرائيلي فجر الجمعة قبل الماضية.

ومنذ ذلك الحين، كثّفت الأجهزة الأمنية الإيرانية عملياتها داخل البلاد، حيث أعلنت عن اعتقال عشرات الأشخاص بتهمة التورط في أنشطة تجسس لصالح "الموساد".

ووفقًا للسلطات الإيرانية، عُثر بحوزة بعض المعتقلين على كميات كبيرة من المواد المتفجرة، وطائرات مسيّرة صغيرة مزوّدة بأنظمة استهداف، وأسلحة متطورة، ومعدات اتصالات حديثة، إلى جانب أنظمة تحكم عن بُعد.

مناورة استراتيجية

وفي غضون ذلك، أمهل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عملاء إسرائيل في البلاد حتى غدٍ الأحد لتسليم أنفسهم مقابل العفو.

وقد أثار هذا العرض، الذي يأتي في سياق حرب مستمرة منذ أسبوع بين إيران وإسرائيل، تساؤلات حول دوافعه وتداعياته، حيث يقول بشأنه الدكتور أيمن سلامة، خبير حفظ السلام الدولي، إن العرض الإيراني الأخير ليس مجرد بادرة حسن نية، بل يُعد مناورة استراتيجية ذكية على عدة مستويات.

وأوضح سلامة، في حديث لـ"دار الهلال"، أن هذا العفو يُعد تكتيكًا من تكتيكات الحرب النفسية، إذ يهدف إلى بث الشك والخوف في نفوس من يتعاونون مع إسرائيل، حيث إنه من خلال تقديم فرصة للعودة، تسعى إيران إلى زعزعة الثقة داخل الشبكات الاستخباراتية الإسرائيلية، وتقويض معنويات العملاء المحتملين.

وأشار إلى أن كل من يسلّم نفسه سيقدم بلا شك معلومات قيّمة حول أساليب التجنيد، والعمليات الإسرائيلية، وشبكات العملاء، وهي معلومات ستكون حاسمة في تفكيك الخلايا المعادية وتعزيز الأمن الداخلي الإيراني.

وأضاف أن إيران، بإعلانها عن وجود "عدد غير مسبوق من العملاء" وتقديم العفو، تُظهر نفسها وكأنها في موقع قوة، قادرة على كشف هؤلاء العملاء واحتوائهم، ما يعزز صورتها كدولة فعالة في مواجهة التحديات الأمنية، وفق قوله.

وأكد سلامة أن هذه الخطوة تُجنّب إيران المواجهة المباشرة المكلفة، فبدلًا من ملاحقة واعتقال جميع العملاء، وهو أمر قد يؤدي إلى عمليات أمنية معقدة، تقدّم إيران حلاً ناعمًا يوفر الموارد ويقلل الاحتكاك، مع تحقيق الهدف الأمني ذاته.

أبعاد كبيرة

وفي سياق الحرب الدائرة، شدد الدكتور أيمن سلامة على أن العرض الإيراني يكتسب أبعادًا أكبر، حيث يشكل ضغطًا على إسرائيل التي تجد نفسها مضطرة للتعامل مع احتمال تسليم عملائها لأنفسهم، ما يعرّض عملياتها ومواردها البشرية للخطر.

واعتبر أن من شأن هذه الخطوة أن تعزز الأمن الداخلي الإيراني من خلال تصفية الشبكات العميلة، وتُضعف قدرة إسرائيل على تنفيذ عمليات تخريبية أو جمع معلومات استخباراتية داخل الأراضي الإيرانية.

وفي رأي خبير حفظ السلام الدولي، أن "العرض الإيراني يحمل كذلك رسالة ردع واضحة لأي شخص قد يفكر في التعاون مع إسرائيل مستقبلاً، فهو يوضح أن إيران تمتلك القدرة على كشف العملاء، وتقديمهم للعدالة، أو منحهم فرصة ثانية".

واختتم مؤكدًا أن هذه الخطوة تُعد جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف لتحقيق مكاسب استخباراتية ونفسية وأمنية في خضم الصراع مع إسرائيل، وتثبت أن الحرب الحديثة لا تقتصر على القوة العسكرية فقط، بل تشمل أيضًا حروب الظلال والاستخبارات.

مهلة أخيرة

وحسب ما أوردته وكالة "مهر"، أمس الجمعة، حدد المجلس الأعلى للأمن القومي، في بيان، يوم الأحد المقبل (غدًا) موعدًا نهائيًا أمام جميع الأشخاص الذين تم استدراجهم أو التغرير بهم من قبل تل أبيب، سواءً بوعي أو من دون وعي، وبأي دافع كان، ممن تورطوا في تعاون بسيط ظاهريًا دون نية خيانة، ووجدوا أنفسهم في موقف حرج مع بدء العدوان الإسرائيلي على البلاد.

وجاء في البيان أن "هؤلاء، مِمَن التحقوا بعناصر العدو أو عملائه في ظروف الحرب، وتعرضوا للصدمة أو التردد، مدعوون لتسليم أنفسهم طوعًا حتى الموعد المحدد، وذلك عبر مقرّات وزارة الأمن، ومراكز استخبارات حرس الثورة الإسلامية، ومخافر الشرطة، ومراكز الأمن، ومقرات التعبئة".

وأكد البيان أن "من يبادر بالتسليم، ويقوم بتسليم الطائرات المُسيّرة والمعدات والأسلحة التي بحوزته، سيستفيد من العفو الإسلامي، وسيُعاد احتضانه ضمن صفوف الشعب".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة