في خطوة غريبة ومثيرة للاهتمام، أعلنت الحكومة الأمريكية عن إنشاء مصنع ضخم في ولاية تكساس لإنتاج ملايين من ذكور ذباب دودة الحلزونية غير المخصبة.
ويأتي ذلك ضمن حملة بيولوجية تهدف إلى القضاء على أحد أخطر الطفيليات التي تهاجم الأبقار وتتسبب في خسائر زراعية فادحة.
وذكرت صحيفة نيويورك بوست، أن المنشأة الجديدة التي تبلغ تكلفتها 8.5 مليون دولار، وستقام على بُعد 20 ميلًا فقط من الحدود الأمريكية المكسيكية، وتهدف إلى التصدي لتفشي ذباب "دودة الحلزونية"، وهي حشرة تضع بيضها في الجروح المفتوحة للأبقار، لتفقس يرقات تتغذى على اللحم الحي وتُحدث إصابات مروعة، قد تؤدي إلى هلاك كامل للقطعان.
سيركز المصنع على تربية ذكور الذباب العقيمة – غير القادرة على التكاثر – ليتم إطلاقها في البرية بحثًا عن الإناث. وعند التزاوج، يفشل البيض في الفقس، مما يقطع دورة حياة الطفيلي تدريجيًا دون استخدام مبيدات أو تدخل جراحي.
ويُعد هذا المصنع الثاني من نوعه في نصف الكرة الغربي، بعد منشأة مماثلة في بنما ساعدت لعقود في منع انتقال الذباب إلى الشمال. وفي ضوء تفشي جديد شهدته المكسيك العام الماضي، أعيدت حالة الطوارئ إلى واجهة جهود الأمن الحيوي في المنطقة.
وأكدت وزيرة الزراعة الأمريكية، بروك رولينز، أن هذه الحملة تستند إلى تجربة ناجحة في القضاء على الطفيلي ذاته خلال القرن العشرين، حين تم تطهير الولايات المتحدة من الذباب الحلزوني بحلول أواخر الستينيات. وقالت: "لقد نجحنا من قبل، وسنفعلها مجددًا".
من جانبه، وصف وزير الزراعة المكسيكي، خوليو بيرديغي، المشروع بأنه "نموذج للتعاون العابر للحدود"، معبّرًا عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في استئناف صادرات الماشية المكسيكية قريبًا.
ذباب دودة الحلزونية يُعتبر من أخطر الطفيليات على الثدييات، بما في ذلك الحيوانات الأليفة والبشر، نظرًا لطبيعته الآكلة للحم. ورغم إمكانية علاج الإصابات، إلا أن التكاثر السريع والعدوى الصامتة يجعلان المكافحة البيولوجية حلًا أكثر فاعلية واستدامة.