قال الدكتور أيمن سلامة، خبير القانون الدولي وحفظ السلام، إن الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية يمثل نقطة تحول محتملة في ديناميكية الصراع الإقليمي، ويطرح تحديات كبيرة أمام جميع الأطراف المعنية.
وفي قراءته لمستقبل البرنامج النووي الإيراني في أعقاب الضربة، تساءل الدكتور سلامة، في حديث لـ"دارالهلال"،: "هل كانت الضربات الأمريكية فعالة؟ وهل حققت الأهداف المرجوة بتعطيل برنامج إيران النووي؟"، مجيبًا أن "الفيصل سيكون في تقارير الاستطلاع الإسرائيلي، وصور الأقمار الصناعية، التي ستوفر تقييمًا حاسمًا لحجم الأضرار، وما إذا كانت هناك ضرورة لتوجيه ضربات متابعة".
وفيما يتعلق بمخزون إيران من اليورانيوم المخصب، أشار سلامة إلى أن الإجابة لا تزال مفتوحة حول كيفية تعامل الولايات المتحدة وإسرائيل معه، وهل ستكون الاستجابة عسكرية، أم سرية، أم دبلوماسية، أم مزيجًا من ذلك.
وبخصوص رد الفعل الإيراني المحتمل، أكد خبير القانون الدولي أن طهران تواجه تحديًا حقيقيًا، خصوصًا بعد تهديداتها السابقة بالانتقام من أي هجوم أمريكي. وتساءل: هل ستختار القيادة الإيرانية ضبط النفس، أم سيكون ردها رمزيًا أو جوهريًا؟.
وأكد أن طهران قد تلجأ لاستهداف القوات أو المصالح الأمريكية، أو مواصلة استهداف إسرائيل، أو توسيع نطاق الرد إلى دول ثالثة من خلال الإرهاب أو احتجاز الرهائن.
وحول الموقف الإسرائيلي، قال سلامة إن تل أبيب قد تستغل التدخل الأمريكي كفرصة لتعليق عملياتها الهجومية في إيران، بانتظار ردّ طهران، مضيفًا: "وفي حال استمرار إيران في هجماتها الصاروخية، هل توسّع إسرائيل عملياتها لتشمل أهدافًا داخل النظام الإيراني؟"، ولم يستبعد سلامة أن يربط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بين تدخل واشنطن ضد إيران وطلب إنهاءالح غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وفي ختام تحليله، شدد الدكتور أيمن سلامة على أهمية الحسابات الداخلية في إيران بعد هذا الهجوم الأمريكي المباغت، الذي لم تمتلك طهران قدرة دفاعية حقيقية ضده، متسائلًا: "هل سيؤدي ذلك إلى توترات داخل النظام الإيراني؟ وهل يمكن أن يثير هذا الهجوم اضطرابات سياسية داخلية، حتى دون تحريض خارجي؟".
وأكد أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في كشف تداعيات هذا العمل الأمريكي على الشراكة مع إسرائيل، وعلى مواقف الدول العربية، وموازين العلاقات مع روسيا والصين.