تحل اليوم ذكرى ميلاد واحدة من أعظم الأصوات الشعرية في روسيا والعالم، وهي آنا أخماتوفا، الشاعرة الروسية التي جسّدت الألم والجمال في آنٍ واحد، وخلّدت بصوتها معاناة الإنسان في وجه القمع والخراب.
وُلدت آنا أندرييفنا غورنكو عام 1889 في مدينة أوديسا (أوكرانيا حاليًا)، واتخذت لاحقًا اسم "أخماتوفا" كاسم أدبي مستعار، نسبة إلى أحد أجدادها التتار، بدأت كتابة الشعر في سن مبكرة، ونشرت أولى قصائدها عام 1907، انضمت إلى حركة "الأوجية" الشعرية، التي دعت إلى الوضوح والدقة في التعبير، بعيدًا عن الغموض الرمزي السائد آنذاك.
تميّزت أخماتوفا بأسلوب شعري مقتضب، عميق، ومحايد عاطفيًا، لكنه مشحون بالمعاناة والحنين، تناولت في قصائدها موضوعات الحب، الفقد، الزمن، والذاكرة، كما عبّرت عن آلام الشعب الروسي في ظل الحكم الستاليني، خاصة في ديوانها الشهير "قداس الموتى".
صدر أول ديوان شعر لها بعنوان «أمسية»، وتُرجمت أعمالها إلى عشرات اللغات، وأثّرت في أجيال من الشعراء حول العالم. وقد وصفها النقاد بأنها "صوت نسائي طليعي" و"ضمير روسيا الشعري".
تزوجت من الشاعر نيكولاي غوميليوف، الذي أُعدم لاحقًا على يد البوليس السري، بينما قضى ابنها ليف سنوات في معسكرات العمل، رغم كل ذلك، رفضت أخماتوفا مغادرة الاتحاد السوفيتي، وفضّلت أن تبقى شاهدة على عصرها، حتى وفاتها في 5 مارس 1966.