نحتفل في 23 يونيو من كل عام، باليوم العالمي للأرامل، والذي يأتي حاملاً معه دعوة حقيقية للتأمل في واقع النساء اللاتي فقدن أزواجهن، ليصبحن في موقع المسؤولية الكاملة عن أسرهن، ما بين تحديات نفسية وإنسانية، وضغوط اقتصادية واجتماعية لا تنتهي، ومن منطلق تلك المناسبة، نستعرض مع خبيرة نفسية أهم الصعوبات التي تواجه الأرامل، والنصائح التي تساعدهن في التغلب على تلك الظروف القاسية.
ومن جهتها تقول الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي بإحدى الجامعات الخاصة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن المرأة حين تفقد عائل الأسرة، تواجه مجموعة من الصعوبات المعقدة والمتشابكة، خاصة إذا كان الزوج الراحل شخصًا حنونًا حسن العشرة، يعتمد عليه في شؤون الأسرة كافة، وتلك التحديات لا تقتصر على الحزن أو الألم النفسي، بل تمتد لتشمل مسؤوليات مادية مباشرة، مثل تأمين احتياجات الأسرة، ومتابعة تعليم الأبناء، والعمل على توفير بيئة نفسية ومادية آمنة لهم، ما يجعلها مضطرة لمواجهة المجتمع وحدها، والتعامل مع الضغوط المتعددة دون شريك أو سند.

وأضافت، من الطبيعي أن تشعر المرأة بالحزن والبكاء بعد فقدان زوجها، ولا يجب أن تجبر على كبت مشاعرها، بل عليها أن تعطي لنفسها المساحة الكافية للتعبير عن هذا الألم، ولكن بشكل صحي ومتوازن، يمكنها لاحقًا من استعادة توازنها العاطفي والنفسي، وتعد الاستشارة النفسية خطوة ضرورية للمرأة الأرملة، خاصة في المراحل الأولى من الحداد، حيث يمكن للمختص أن يساعدها في التعامل مع مشاعر الفقد، وتحديات المرحلة الجديدة، كما أن نظر المرأة التي تجارب أخريات ممن مررن بنفس الظروف، يجعلها أكثر خبرة ويمنحها شعورًا بالقوة والانتماء.
وأشارت على أهمية تحلي الأم بالصبر والتعقل في تربية الأبناء، وتحقيق التوازن بين الشدة المفرطة واللين الزائد، حيث أن الدلال المفرط قد يربك الصغار، بينما الحزم الزائد قد يخلق فجوة نفسية بينهم وبينها، ولذلك عليها أن تحقق تلك المعادلة، وتغرس فيهم قيم مثل العمل، والخير، والاحترام، والصبر.
واختتمت مؤكدة على أهمية الدور الذي تلعبه الدولة المصرية حاليًا في دعم المرأة المعيلة، حيث أن السنوات الأخيرة شهدت اهتمامًا حقيقيًا من القيادة السياسية بهذه الفئة، عبر عدد من السياسات والمبادرات، التي ساهمت في توفير معاش شهري مخصص للأرامل وأبنائهن، والتعليم المجاني لأولاد الأسر المعيلة، لضمان استكمالهم لدراستهم، وقوافل طبية متحركة تستهدف المناطق الأكثر احتياجًا، وتقدم خدمات صحية للمرأة، وبرامج اقتصادية صغيرة ومتناهية الصغر تساعد النساء اللاتي فقدن شريك الحياة على بدء مشروعات صغيرة، تضمن لها ولأطفالها الاستقرار المادي.