استطاعت مواقع السوشيال ميديا، في الفترة الأخيرة، أن تكون المحرك الفعلي، لظهور شخيصات، وأشكال أدبية، على حساب قوالب أدبية أخرى، وذلك تحت مسمى «بيست سيلر»، سواء اتخذت من الرواية، أو الشعر قالبا لها، حتى وصل بنا الأمر، إلى طرح الخواطر، التي تخلو من كل معيار أدبي، أو جمالي، الأمر الذي يدفع أصحاب دور النشر، للتهافت على أصحاب هذه الأعمال، لطبعها في كتب.
ويقول الكاتب والروائي الشاب محمد صادق، صاحب رواية «هيبتا» التي ظلت الأكثر مبيعا لمدة أعوام حتى تحولت إلى فيلم سينمائي لقي نجاحا كبيرا، إن السوشيال ميديا، لها تأثير كبير، لكن كشكل دعائي، وتسويقي فقط، مضيفا: «لا أستطيع عند كتابة رواية جديدة، أن أنفذ إعلانا على التليفزيون، لتسويقها، فالأمر مكلف جدا».
ويؤكد صادق أن فيسبوك، وتوتير كوسائل دعاية غير مكلفة بالمرة، وهو ما جعل من السوشيال ميديا بديلا تسويقيا قويا.
وأشار صادق إلى نجاح قوالب أدبية رديئة، على السوشيال ميديا، فإنه ينطبق على الشعر، أكثر منه على الرواية، إذ إن هناك بعض الشعراء، يقدمون منتجا استهلاكيا؛ بغرض تكوين جمهور عريض، أما بخصوص الرواية فمن الصعب أن يحدث ذلك.
الشاعر أحمد النجار، الحاصل على جائزة ساويرس في شعر العامية، أوضح أن السوشيال ميديا، أفرزت الكثير ممن حسبناهم على الشعر، وأصبح لهم كل عام ديوان جديد، يضم منتجهم الرديء.
وأكد النجار أن تحقيق هؤلاء لمبيعات كبيرة، جعل دور النشر تتهافت عليهم، على حساب شعراء آخرين يستحقون فرصة في النشر.
الكاتبة الساخرة فهيمة محمود، صاحبة كتاب «عودة طاقية الإخفاء»، أن الجمهور العريض للسوشيال ميديا من أصحاب الأعمار الصغيرة، والمراهقين، وأصحاب الثقافات المحدودة؛ لذلك يصعب عليهم التفريق بين المنتج الجيد من الأدب والرديء.
وأضافت " محمود " ان الكتّاب يعتمدون على الاستغلال العاطفي، لهؤلاء الشباب، والنزول إلى المستوى الأدبي الذي يتناسب مع أذواقهم، مما يجعلهم يقدمون أدبا أشبه بالوجبات الجاهزة.