جاءت دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو إلغاء محاكمته بتهم الفساد، لتفتح التساؤل حول مصير محاكمة نتنياهو، المتوقعة الأسبوع المقبل، حيث يواجه عدة تهم الاحتيال وخيانة الأمانة وتلقي رشاوى في ثلاث قضايا منفصلة، وبدأت محاكمته في 2019.
محاكمة نتنياهو
ووُجهت إلى نتنياهو عام ٢٠١٩ في إسرائيل تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهي تهم ينفيها نتنياهو جميعها ويصفها بـ"المحاكمات المسيسة"، وبدأت المحاكمة عام ٢٠٢٠، وتشمل ثلاث قضايا جنائية، وتأجلت المحاكمة عدة منذ بدأت في ذلك الحين، إذ طلب محامو رئيس الوزراء الإسرائيلي تأجيلها بسبب الحرب في غزة، ولاحقا بسبب الحرب ضد حزب الله اللبناني.
وفي إحدى القضايا، يواجه نتنياهو وزوجته سارة تهما بقبول هدايا فاخرة، مثل سيجار ومجوهرات وشمبانيا، تزيد قيمتها على 260 ألف دولار، من منتج هوليوودي ملياردير مقابل مساعدته في تحقيق مصالح شخصية وتجارية، كذلك يواجه اتهامات في قضيتين أخريين بتهمة السعي للحصول على تغطية إعلامية أكثر إيجابية في وسيلتين إعلاميتين إسرائيليتين.
وفي ديسمبر الماضي، أصبح نتنياهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يدلي بشهادته كمتهم في محاكمة جنائية بتهم الفساد، حيث هاجم التهم الموجهة إليه واصفًا إياها بـ"بحر من السخافة".
كما ينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات، قائلاً إن التهم هي حملة اضطهاد تُدبّرها وسائل إعلام معادية ونظام قانوني متحيز يهدف إلى الإطاحة بحكمه الطويل.
وبينما لم يتضح بعد موعد جلسة الاستماع التالية، يقول ترامب إن جلسة المحاكمة ستكون يوم الإثنين المقبل.
ترامب يدعو للعفو عن نتنياهو
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة ستنقذ رئيس الوزراء الإسرائيلي كما فعلت مع بلاده، فقال على موقع "تروث سوشيال"، خلال الساعات الماضية: "يجب إلغاء محاكمة نتنياهو فورًا، أو منح عفو لبطل عظيم، قدم الكثير لدولة إسرائيل"، مضيفًا أنه علم أن نتنياهو سيمثل أمام المحكمة يوم الاثنين.
واعتبر ترامب أن القضية التي يحاكم بها نتنياهو "ذات دوافع سياسية، تتعلق بالسيجار ودمية باغز باني والعديد من التهم غير العادلة الأخرى، من أجل إلحاق ضرر كبير به. إن مثل هذه الملاحقة لرجل أعطى الكثير أمر لا يمكن تصوره بالنسبة لي. إنه يستحق أفضل بكثير من هذا، وكذلك دولة إسرائيل".
وتابع: "الولايات المتحدة الأمريكية هي التي أنقذت إسرائيل، والآن ستكون الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تُنقذ نتنياهو".
وصف الرئيس الأمريكي القضية المرفوعة ضد الزعيم الإسرائيلي بأنها "حملة شعواء"، وهو المصطلح نفسه الذي استخدمه نتنياهو لوصف محاكمته الطويلة.
ووصف ترامب نتنياهو بأنه "كان محاربا، ربما لا يشبه أي محارب آخر في تاريخ إسرائيل، وكانت النتيجة شيئا لم يتخيله أحد، وهو القضاء التام على أحد أكبر وأقوى الأسلحة النووية في العالم".
وقال: "يجب إلغاء محاكمة (بيبي نتنياهو) على الفور، أو منح العفو لبطل عظيم، فعل الكثير من أجل الدولة. ربما لا يوجد أحد أعرفه كان بإمكانه العمل في انسجام أفضل مع رئيس الولايات المتحدة، أنا، من بيبي نتنياهو"، كما وصفه.
ردود فعل داخل الاحتلال
وفي رده على تلك الدعوة، قال زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد إنه ينبغي على ترامب أن ينأى بنفسه عن هذه المسألة، مضيفا: "مع كل الاحترام والامتنان لرئيس الولايات المتحدة، لا يُفترض به التدخل في عملية قانونية لدولة مستقلة".
وصرح لابيد لموقع Ynet الإخباري الإسرائيلي: "آمل وأفترض أن هذه مكافأة يقدمها (ترامب) لنتنياهو لأنه يخطط للضغط عليه في غزة وإجباره على إبرام صفقة رهائن تُنهي الحرب".