أكد المستشار الدولي في البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة الدكتور باسم حشاد، أن الهدنة التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية خطوة مهمة نحو استقرار الاقتصاد العالمي، محذرا في الوقت نفسه من تداعيات خطيرة في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي لهذه الحرب التجارية المستمرة بين واشنطن وبكين.
وقال حشاد - في مقابلة خاصة مع قناة (النيل للأخبار) اليوم /السبت/ - إنه "لا يمكن الفصل بين القرارات السياسية والتجارية عن التطورات الجارية على المستويين الإقليمي والدولي، وهذا ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى إجراء هدنة تجارية مع الصين في محاولة لمواجهة التهديدات التجارية على المنظومة العالمية".
وأشار إلى أن هذا الاتفاق يأتي أيضا في ظل المخاوف الأمريكية من التحركات الصينية الراهنة للسيطرة على أكثر من 65 في المائة من الاقتصاد العالمي من خلال تعزيز مبادرة (الحزام والطريق) التي تهدف إلى ربط بكين بباقي دول العالم وقاراته، على نحو يجعلها تقع في مركز الثقل الاقتصادي.
وأوضح المسؤول الدولي أن هذه الخطوة جاءت بعد إدراك إدارة الولايات المتحدة التأثيرات المباشرة الناجمة عن فرض هذه الرسوم الجمركية على المستهلك الأمريكي؛ بسبب ارتفاع أسعار السلع وزيادة مستويات التضخم، معتبرا أن هناك ارتباطا وثيقا بين هذا الاتفاق الأمريكي الصيني وإعلان روسيا السيطرة على المنطقة الأكبر في عنصر الليثيوم في إحدى مقاطعات أوكرانيا.
يأتي هذا التصريح بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إبرام اتفاق مع الصين بشأن الرسوم الجمركية، مضيفا أن البلدين اتفقا على تخفيف قيود التصدير، وفقا للاتفاق السابق المتفق عليه بجنيف في مايو الماضي، حيث تسمح الولايات المتحدة بموجب هذا الاتفاق للطلاب الصينيين بالالتحاق بالجامعات الأمريكية بعد أن أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو، الشهر الماضي، عن خطة لإلغاء تأشيرات بعض الطلاب الصينيين بشكل صارم.
يذكر أن حدة التوترات قد ازدادت بشكل ملحوظ بين ترامب وإدارته تجاه الصين في الأسابيع الأخيرة، متهمين إياها بـ"التنصل" عن الوعود التي قطعتها في منتصف مايو الماضي، وبالمثل، قالت الصين إن الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها بموجب اتفاقية جنيف.