تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان التشكيلي الألماني-السويسري بول كلي في 29 يونيو 1940، وهو يعد أحد أكثر الفنانين تأثيرًا في القرن العشرين، ويعد من روّاد الحداثة الفنية، وتأثرت به مدارس مثل التجريدية التعبيرية والسريالية.
وُلد في 18 ديسمبر 1879 – مونشن- بوخسي، سويسر، من أب ألماني وأم سويسرية، وكان كلاهما موسيقيين، مما جعله ينشأ في بيئة فنية متعددة الحواس، حيث تلقى تعليمه الفني في أكاديمية ميونيخ، وبدأ حياته المهنية كعازف كمان وناقد مسرحي، قبل أن يتفرغ للرسم.
تأثر في بداياته بالفن الإيطالي الكلاسيكي، ثم سافر إلى تونس عام 1914، وهناك قال عبارته الشهيرة: "اللون امتلكني.. أنا واللون واحد الآن".
أنتج أكثر من 9000 عمل فني خلال حياته، تتنوع بين الرسم، الطباعة، الكولاج، والتجريب على الزجاج، كما عمل أستاذًا في مدرسة الباوهاوس الشهيرة، وكان له تأثير كبير على أجيال من الفنانين.
- من أبرز أعماله:
- سينيسيو (1922)
- آلة التغريد (1922)
- إلى بارناسوس (1932)
- الموت والنار (1940)
آمن بأن الفن لا يعيد إنتاج الواقع، بل يجعله مرئيًا، واستخدم الرموز، الخطوط الطفولية، والألوان التجريدية للتعبير عن العالم الداخلي والميتافيزيقي، كان يرى أن الرسم مثل الموسيقى، يحمل إيقاعًا داخليًا، ويُترجم المشاعر إلى أشكال.
أُصيب في سنواته الأخيرة بمرض نادر يُعرف بـ تصلب الجلد الجهازي، أثّر على حركته ونفَسه، لكنه واصل الرسم حتى وفاته، توفي في 29 يونيو 1940 في سويسرا، قبل أسبوع واحد فقط من منحه الجنسية السويسرية التي طالما سعى إليها.