اقتربت السينما المصرية والدراما قليلًا من طرح أحداث ثورة 30 يونيو، فما جرى وعرضه على الشاشات ليس سوى قطرة من بحر البطولات والحكايات في تلك الأيام المجيدة من تاريخ البلاد.
ونشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط تحقيقًا يستعرض آراء عدد من صناع الفن السابع حول علاقة الثورة بالفن وما جرى تحقيقه من إنجازات في الوسط الفني.
وقال العديد من النقاد وصناع الفن، إن ما شهدته مصر خلال ثورة يونيو يستحق أن يروى على شاشات التلفزيون والسينما في عشرات الأعمال التي تجسد بطولات الشعب، وكيف التحم مع جيشه لإنقاذ البلاد في فترة عصيبة.
من جانبه، أكد الفنان الكبير فتوح أحمد، أن ثورة 30 يونيو أحدثت طفرة في الفنون بشكل العام والدراما على وجه الخصوص، لافتا إلى أن خريطة الدراما تغيرت منذ ذلك التاريخ الفاصل.
وأضاف فتوح أحمد: "على الرغم من وجود بعض المواقف التي ما زالت مؤثرة على المسيرة الجمالية لكن النتائج التي تحققت على الأرض مرضية ويمكن البناء عليها"، موضحًا أنه أصبح لدى الناس وعي بأن الفنون لها دور مؤثر في الشارع بالقدر الذي يسمح بتقديم بعض الأعمال الدرامية لإيصال رسالة مفادها بأن الفنون موجودة وتسهم بقدر كبير في الترفية والتعليم والاشتباك مع القضايا الكبرى التي تخص الوضع الراهن.
وتابع فتوح أحمد: "الدراما والأعمال المقدمة انتبهت إلى أهمية إنتاج كمية من العروض تغطي ما حدث من تغيير مفاجئ في المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي في مصر، مؤكدا أن الفن عقب ثورة 30 يونيو، بدأ يتخذ خطوات جادة إذ عبر عن أفكار إنسانية نبيلة وألقت بعض الأعمال الضوء على فكرة السعي لمواجهة المشكلات فالحياة يوجد بها ما يستحق العيش لأجله".
كما دعا الفنان فتوح أحمد إلى التركيز على الأعمال الفنية التي لابد أن تؤكد ضرورة التغلب على الصعوبات والمشكلات الحياتية والتمسك بالحلم والسعي نحو تحقيق الأهداف، مشيراً في حديثه إلى أن الفن خلال السنوات الأخيرة شهد حراكا واسعا على مستوى الشكل والمضمون وبرزت أعمالا تؤكد دوره في محاربة الأفكار الظلامية كأحد وسائل القوى الناعمة.
من جانبه حيث أكد المخرج حازم الكفراوي أن ثورة 30 يونيو أتاحت فرصة ذهبية لاستعادة أمجاد الفنون المصرية وعودتها لعصرها الذهبي، لافتا إلى أن الوسط الفني قبل ثورة يونيو عانى من الركود فترات طويلة كما حدث في قطاعات عديدة وهو ما أصاب الفنانين بحالة من الإحباط.
وقال "الكفراوي " إن ثورة يونيو منحت الأمل من جديد وهو ما ظهر بوضوح في الأعمال الفنية التي نجحت في جذب الجمهور لكونها قدمت موضوعات وقضايا شائكة بواقعية شديدة توحد معها المشاهد.
وأشار "الكفراوي" فى ذلك إلى أن احتفالية (الحكاية.. مصر) التي يقوم بإخراجها وينظمها المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية مساء /الاثنين/المقبل احتفاء بذكرى ثورة 30 يونيو، تتضمن عرضا غنائيا دراميا من نوع الحكي المسرحي، لافتا إلى أن الاحتفالية من تأليف درامي محمد أمين عبد الصمد، ومشاركة الفنانين عزت زين، ومحمد عبد الفتاح (كالا)، وهبة قناوي، ومشاركة راوي السيرة ربيع زين وفرقة (حالة).
كما أوضح الكفراوي فى حديثه إلى أن العرض يتضمن مجموعة من الأغاني الوطنية في حب مصر، تؤديها الفنانة أنغام مصطفى، والفنان أحمد محسن، والفنانة هند عمر، بمصاحبة الفرقة الموسيقية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، تحت إشراف رانيا عمر.
من جهته، حرص الناقد الفنى طارق الشناوي على تعليقه في ذلك، بأنه يرى من وجهة نظره أن مسلسل "الاختيار" هو أكثر عمل تناول ثورة 30 يونيو، خصوصا أنه اعتمد في تقديم أجزائه الثلاثة على خلفية تاريخية وكان هناك سماح من أجهزة الدولة لتسجيلات تملكها الأجهزة السيادية تم استخدامها في العمل الفني.
وتابع "الشناوي' أن استخدام مثل هذه التسجيلات منح "الاختيار" المصداقية المطلقة لدى المشاهد، واعتقد أننا بعد النجاح الهائل الذي حققه الاختيار، سنقوم بإنتاج مجموعة أكبر من الأعمال الفنية التي توثق نجاح ثورة 30 يونيو والتي تشجعنا أيضا على إنتاج المزيد من الأعمال التاريخية التي تأكد أن الجمهور لا يمانع في متابعتها خصوصا لو تم تقديمها بشكل جيد.
من جانبه حيث قال الناقد الفني محمد فاروق إن السينما والمنتجين من الممكن أن يكون لديهم في البداية تخوف سينمائي من تقديم الأعمال التاريخية، لكن الدراما أثبتت نجاحها في الوصول للمشاهد بسهولة، خصوصا بعد الدعم القوي من الشركة المتحدة التي قدمت أعمالا مهمة ومختلفة منها "الاختيار"، و"هجمة مرتدة" ومن هنا بدأ التفكير في تأريخ كل ما نمر بها من أحداث مهمة.
وستكمل "فاروق" حديثه قائلاً:" أن أيضا من أسباب النجاح هو وجود صور وفيديوهات أضافت مصداقية كبيرة للأعمال التي عرضت مثل الاختيار وهجمة مرتدة، لذلك فإن الجمهور تفاعل معها بشكل قوي للغاية.
وفيما يتعلق بالاحتياجات خلال الفترة القادمة لتوثيق الأحداث التاريخية التي تمر بها مصر قال فاروق: " هو أن نقدم العمل بشكل مميز وأن يكون فيه نوع من الحيادية، وأن نترك في النهاية الحكم للجمهور الذي يرى كل منهم بعينه".