ذكرت صحيفة (جابان تايمز) اليابانية أن المفاوضات التجارية بين اليابان والولايات المتحدة تواجه طريقًا مسدودًا رغم مرور أشهر من الحوار ووجود اقتراحات يابانية بإحراز تقدم في هذا الصدد .. مشيرة إلى توقعات الخبراء بحدوث انفراجة فقط بعد أن تضرب الرسوم الجمركية الاقتصاد الأمريكي الخريف المقبل وتُجبر واشنطن على التوصل إلى تسوية.
وأضافت (جابان تايمز) - في تقرير نشرته اليوم /الاثنين/ - أن السبب الرئيسي وراء هذا الجمود في المفاوضات هو الرسوم الجمركية على السيارات، إذ تريد اليابان تخفيضها، في حين قالت الولايات المتحدة إن الرسوم الإضافية البالغة 25% التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست مطروحة للنقاش.
وتصر واشنطن على أن الموضوع الرئيسي للمحادثات الآن هو التعريفات الجمركية "المتبادلة" المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 9 يوليو المقبل، والتي، في حالة تطبيقها، سترفع التعريفات الجمركية على معظم السلع اليابانية إلى 24% من النسبة الحالية البالغة 10%.
وأشار ترامب، في تصريحات أدلى بها أمس الأحد، إلى أن الولايات المتحدة غير راضية عن الوضع التجاري مع اليابان، قائلًا إن هناك اهتماما ضئيلا بالتراجع عن الموقف التفاوضي الأولي.
وتابع ترامب قائلًا "لا يشترون سياراتنا، ومع ذلك نستورد الملايين والملايين من سياراتهم.. هذا ليس عدلاً، وقد شرحت ذلك لليابانيين وهم يتفهمون الأمر".
ورفض ريوسي أكازاوا المفاوض الياباني بشأن الرسوم الجمركية الأميركية التعليق على تصريحات ترامب بعد عودته إلى طوكيو اليوم، وقال إن الاستمرار في مواجهة رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات اليابانية سيسبب أضرارا جسيمة وخسائر اقتصادية، وامتنع عن توضيح مطالب اليابان الحالية.
وجاءت تصريحات ترامب تزامنًا مع زيارة أكازاوا إلى واشنطن للمرة السابعة منذ منتصف أبريل الماضي لمناقشة مسألة التعريفات الجمركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكازاوا شارك في أول محادثات رفيعة المستوى تعقد بين البلدين منذ لقاء رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا وترامب في كندا في وقت سابق من الشهر الجاري، والتي لم تسفر عن أي نتائج ملموسة.
والتقى أكازاوا وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك الجمعة الماضية، كما أجرى اتصالين هاتفيين معه أمس الأول السبت، إلا أن البيان الذي أصدرته الحكومة اليابانية في هذا الشأن لم يشر إلى إحراز أي تقدم ملموس خلال المحادثات.
وبحسب (جابان تايمز)، تشعر اليابان بالفعل بآثار الرسوم الجمركية الأمريكية، حيث انخفضت الصادرات السنوية إلى الولايات المتحدة بنسبة 11% في مايو الماضي مع انخفاض صادرات السيارات بنسبة 24.7%.
وقال ماساميتشي أداتشي كبير الاقتصاديين في بنك (يو بي إس) إنه لكي تتمكن اليابان من إقناع الولايات المتحدة بخفض التعريفات الجمركية على السيارات، فلابد أن يكون لديها شيء تريده أمريكا حقاً مثل المعادن النادرة التي تمتلكها الصين، ولكن اليابان لا تملك هذا النوع من أوراق المساومة.
وأشار أداتشي إلى أن السيناريو الأفضل في الوقت الراهن هو الإبقاء على الرسوم الجمركية المتبادلة عند نسبة 10% وتجنب ارتفاعها مرة أخرى إلى 24%، لافتًا إلى أن هذا وحده سيكون فوزا.