الإثنين 28 يوليو 2025

الجريمة

في ذكرى 30 يونيو .. تضحيات خالدة ووقائع بطولية لشهداء الشرطة فداءً للوطن

  • 30-6-2025 | 16:03

اضافه صوره

طباعة
  • شيماء صلاح

واجهت مصر بعد ثورة 30 يونيو عام 2013 أحداث وتطورات مثلت تهديدا لأمنها واستقرارها قدمت خلالها وزارة الداخلية مئات الشهداء من خيرة أبنائها وعناصرها الشرفاء فداء للوطن وفي هذه الذكرى، نسلّط الضوء على بعض تلك التضحيات الخالدة، ونسرد وقائع بطولية لشهداء الشرطة الذين ارتقوا دفاعًا عن وطنهم، مؤكدين أن الحفاظ على الدولة لم يكن مجرد قرار سياسي، بل معركة حقيقية دفع فيها الأبطال حياتهم فداءً لمصر في صبيحة يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013، وبعد ساعات من فض اعتصامي رابعة والنهضة، تحولت منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة إلى مسرح لجريمة إرهابية بشعة خططت لها ونفذتها عناصر تنتمي لجماعة الإخوان.

الهجوم لم يكن عشوائيًا، بل كان عبارة عن عملية مدروسة للانتقام من جهاز الشرطة، بدأت بتطويق قسم كرداسة من قبل عشرات المسلحين بأسلحة ثقيلة وخرطوش و “آر بي جيه”.

وعندما أشارت عارب الساعة إلى التاسعة صباحًا، بدأ الهجوم بإطلاق نار كثيف من عدة محاور، تلاه اقتحام القسم بالقوة، ورغم الفارق الهائل في التسليح، صمد رجال الشرطة داخل القسم ببسالة نادرة، بقيادة البطل الشهيد العميد محمد جبر، مأمور القسم، الذي رفض الاستسلام حتى اللحظة الأخيرة، وقاتل رجال الشرطة البواسل بأسلحة محدودة وبإيمان راسخ، في محاولة لحماية المنشأة وزملائهم والمواطنين المحيطين بها. لكن الهجوم كان وحشيًا، وبعد اقتحام القسم، احتجزت العناصر الإرهابية عددًا من الضبّاط والأفراد، وبدأت سلسلة من الاعتداءات والتنكيل بهم، وصلت إلى حد إنهاء الحياة والتمثيل بالجـثامين، ومن بين الشهداء العميد محمد جبر الذي ظل في موقعه حتى آخر لحظة، رافضًا التخلي عن رجاله أو مغادرة القسم، وسقط شهيدًا بعدما تصدى للهجوم.

فيما تصدى النقيب هاني شتا الإرهابيين بشجاعة، وواجه وابل الرصاص دفاعًا عن زملائه وموقعه، والمجند محمد فاروق، والشرطي أحمد مصطفى، وآخرون من أبناء الشرطة الذين لم ينسحبوا أو يفروا رغم إدراكهم التام أنهم محاصرون وسط نيران كثيفة وعدوان غير مسبوق.

لم تكن مجرد مذبـحة، بل كانت رسالة سافرة من الجماعة الإرهابية ضد الدولة، لكن دماء الشهداء لم تذهب هدرًا، فبعد أسابيع من المطاردة، نفّذت قوات الأمن عملية ناجحة لتطهير كرداسة، أُلقي خلالها القبض على عدد كبير من الجناة، وتم تقديمهم لمحاكمات عادلة انتهت بأحكام بالإعدام والمؤبد بحق المتورطين.

قسم كرداسة سيظل رمزًا للبطولة، ومجزرة شهدائه ستبقى شاهدًا على وحشية الإرهاب، وصمود الرجال الذين اختاروا الشرف على النجاة، والمواجهة على الاستسلام.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة