أعادت منذ ثورة 30 يونيو هيمنة المشهد المصري، وتأكيد إرادة الشعب في بناء دولة حديثة قوية، انطلقت مشروعات قومية غير مسبوقة تهدف لتغيير واقع المصريين، ليس فقط عبر البنية التحتية، بل من خلال بناء الإنسان، وترسيخ الهوية الوطنية، وإتاحة فرص التنمية الشاملة في كل شبر من أرض مصر.
وفي هذا الإطار، جاءت مبادرة "حياة كريمة"، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتكون نموذجا متكاملا لمفهوم التنمية المستدامة، وسعيا حقيقيا للقضاء على الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية، وصولًا إلى تحسين مستوى المعيشة للأسر الأولى بالرعاية في القرى والمناطق الأكثر احتياجًا.
وفي خطوة تعزز هذا التوجه، قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، العديد من الجولات والفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية بقرى مبادرة "حياة كريمة" لتساعد على ترسيخ المشهد الثقافي والفكري والتنويري للمصريين.
جاءت جولة جديدة من الأنشطة الثقافية والفنية، ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي المنفذ بقرى مبادرة "حياة كريمة"، بمركز كفر سعد بمحافظة دمياط، وذلك في إطار جهود وزارة الثقافة لتعزيز العدالة الثقافية، وإتاحة الفرصة لكل مواطن للاستمتاع بالفنون، واكتشاف المواهب، وترسيخ القيم الوطنية.
وجاءت الفعاليات بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وحضور قيادات الثقافة الجماهيرية، وتضمنت ورشًا فنية وحرفية بمشاركة أطفال وشباب جمعية الابن الخاص والتنمية لرعاية ذوي الإعاقة بكفر سعد، حيث دربت هند الشناوي المشاركين على "فن الماندالا" كوسيلة علاجية ووسيلة إبداع، فيما قدم فادي السيد ورشة "الطباعة بالاستنسل"، لتصميم لوحات فنية مبهجة، وشرح أيمن السعدني أساسيات "الأركت"، لصناعة ديكورات خشبية متنوعة.
كما أطلقت قصور الثقافة برنامجا متنوعا بقرى مركز كفر سعد، يضم ورشا فنية للأشغال اليدوية، تصميم الحقائب بالخرز، الحلي، الحفر على الخشب، جدارية "في حب مصر"، إلى جانب اكتشاف المواهب في الموسيقى، الغناء، التمثيل، الفنون الشعبية، الرسم، كتابة القصة القصيرة، وإلقاء الشعر، إضافة إلى عروض فنية متنوعة، أمسيات شعرية، مسرح عرائس للأطفال، وورش حكي وألعاب شعبية.
ويتواصل البرنامج بمعرض كتاب "يلا نقرأ"، الذي يضم أحدث إصدارات الهيئة بأسعار مخفضة، إضافة إلى لقاءات تثقيفية توعوية في مجالات الدعم النفسي، تمكين المرأة، جودة الحياة، وريادة الأعمال، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، صندوق مكافحة الإدمان، والشركة القابضة للمياه.
وهكذا، تواصل مبادرة "حياة كريمة" رسالتها، ليس فقط في تحسين البنية التحتية، بل في بناء الإنسان المصري ثقافيا وفكريا، انطلاقا من روح ثورة 30 يونيو، التي أعادت للمصريين إيمانهم بحلم الوطن وقدرتهم على صناعته.