شهد النشاط الصناعي في العديد من الاقتصادات الآسيوية انكماشا خلال شهر يونيو، وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية، ما أدى إلى ضعف الطلب، وذلك رغم بعض المؤشرات الطفيفة على تعاف محدود للقطاع الصناعي في المنطقة.
وأظهرت استطلاعات خاصة نشرت اليوم /الثلاثاء/ أن نشاط التصنيع في اليابان سجل نموا للمرة الأولى منذ 13 شهرا، بينما تباطأ معدل الانكماش في كوريا الجنوبية، كما سجل مؤشر مديري المشتريات الصناعي (PMI) الصيني الصادر عن "كايسن" ارتفاعا في يونيو بفضل زيادة الطلبات الجديدة.
وأكد محللون أن الجمود في المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة، وتراجع الطلب العالمي، وضعف النمو في الصين، كلها عوامل تضغط على النشاط الصناعي في آسيا.
وقال وانج تشه، الاقتصادي في مجموعة "Caixin Insight"، إن "الطلب والعرض في قطاع التصنيع شهدا تعافيا في يونيو"، مضيفا أن "البيئة الخارجية لا تزال شديدة التعقيد، ويضاف إليها ضعف الطلب المحلي الذي لم يُعالج بشكل جذري بعد".
وسجل مؤشر "كايسن/ستاندرد آند بورز" لمديري المشتريات ارتفاعا إلى 50.4 نقطة في يونيو مقارنة بـ48.3 نقطة في مايو، متجاوزا التوقعات، ومتخطيا حاجز 50 نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش.
وفي اليابان، ارتفع مؤشر "au Jibun Bank PMI" إلى 50.1 نقطة في يونيو من 49.4 في مايو، مدفوعا بزيادة الإنتاج، لكن الطلب ظل ضعيفا بسبب استمرار الغموض بشأن السياسات التجارية الأمريكية.
أما كوريا الجنوبية، فقد شهدت انكماشا في النشاط الصناعي للشهر الخامس على التوالي عند مستوى 48.7 نقطة، لكن بوتيرة أبطأ، بعد ارتياح الشركات لانتهاء حالة عدم الاستقرار السياسي مع الانتخابات الرئاسية المبكرة التي أُجريت في 3 يونيو.
وقال وزير الصناعة والتجارة الكوري الجنوبي، آن دوك-جيون، إن "تقلبات السياسات الجمركية الأمريكية واستمرار حالة عدم اليقين بشأن التعافي الاقتصادي ستستمر في النصف الثاني من العام"، مؤكداً على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن.
وتأتي هذه التصريحات بعد صدور بيانات تظهر أن الصادرات الكورية الجنوبية انتعشت خلال يونيو، رغم بقاء الشحنات الموجهة إلى الولايات المتحدة والصين عند مستويات ضعيفة.
وكانت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تسببت في اضطراب التجارة العالمية، وزادت من حالة عدم اليقين في الاقتصادات الآسيوية التي تعتمد بشكل كبير على التصدير إلى السوق الأمريكية.
ورغم استمرار المفاوضات بين الصين والولايات المتحدة، لم تتمكن اليابان وكوريا الجنوبية حتى الآن من الحصول على أي تنازلات أمريكية بشأن الرسوم على صادراتهما الرئيسية، خاصة السيارات.