أكد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، خلال كلمته في افتتاح مؤتمر Global Grain MENA، المنعقد في القاهرة يومي 2 و3 يوليو 2025، أن عودة المؤتمر إلى الانعقاد تمثل استعادة ضرورية لمنصة حوار دولية تجمع كبار منتجي الحبوب والموردين وصنّاع القرار من مختلف أنحاء العالم، في توقيت يشهد فيه العالم تحديات غير مسبوقة على صعيد الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد.
ورحّب الوزير في مستهل كلمته بضيوف مصر من الخبراء والمستثمرين، مشيرًا إلى أن استضافة القاهرة لهذا الحدث تأتي في لحظة دقيقة تتسارع فيها التحولات الجيوسياسية والتغيرات المناخية، مما يفرض ضرورة التنسيق وتكثيف تبادل الخبرات لضمان استقرار منظومة الغذاء العالمية، خاصة في ظل التوترات التي تشهدها الأسواق وتراجع استقرار سلاسل الإمداد في عدد كبير من الدول.
وأوضح الدكتور شريف فاروق أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تُعد من أكبر مستوردي الحبوب على مستوى العالم، وهو ما يجعلها عرضة لتقلبات حادة في مؤشرات العرض والطلب، بالإضافة إلى التأثر المباشر بتغيرات السياسات التجارية العالمية والمخاطر البيئية والمناخية.
وأضاف أن مصر، إدراكًا منها لخطورة تلك التحديات، تبنت خلال السنوات الأخيرة نهجًا استباقيًا لإعادة بناء المنظومة الغذائية على أسس مرنة ومستدامة، باعتبار الأمن الغذائي مسألة سيادية لا تحتمل التأجيل.
وفي هذا السياق، أشار الوزير إلى أن الدولة المصرية عملت على تنويع مصادر استيراد الحبوب لتقليل الاعتماد على أسواق محددة وتأمين الاحتياجات في مواجهة أي تقلبات مفاجئة في الأسواق العالمية. كما شهدت الفترة الأخيرة توسعًا في السعات التخزينية الحديثة من خلال إنشاء المزيد من الصوامع المتطورة، الأمر الذي ساهم في تقليل الفاقد وتحسين كفاءة الإمداد، وهو ما ينعكس مباشرة على استقرار السوق المحلي.
كما لفت إلى أن وزارة التموين شرعت في تطبيق التحول الرقمي الكامل على منظومة تداول الحبوب، عبر حلول ذكية تتيح تتبع الحبوب والرقابة على مسارات التداول في كل مرحلة من مراحل التوريد والتخزين. وأكد على أهمية الدور المتنامي للقطاع الخاص في هذا المجال، من خلال تعزيز الشراكات في النقل والتجارة والتخزين والخدمات اللوجستية.
وشدد الدكتور شريف فاروق على إيمان مصر العميق بضرورة التعاون الدولي لضمان الأمن الغذائي العالمي، معربًا عن استعداد الدولة لتعزيز التنسيق مع كافة الشركاء في مجالات تبادل المعلومات، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، وتنسيق السياسات التجارية والاستيرادية بما يضمن تحقيق التوازن في أسواق الغذاء.
وأكد أن هذا المؤتمر لا يُعد مجرد مناسبة نقاشية، بل يمثل منصة دولية فاعلة للعمل المشترك من أجل بناء نظام غذائي عالمي أكثر عدلاً وتوازناً وقدرة على الصمود في وجه الأزمات، معربًا عن سعادته باستضافة القاهرة لهذا الحدث البارز، ومتمنيًا لكافة المشاركين النجاح في تحقيق الأهداف المشتركة.