أ ش أ
صدر حديثا كتاب يشير إلى أن الجشع والمصالح الذاتية الضيقة أسهمت باستمرار الفساد في مجال العلوم، وامتداد الفساد لجميع الصناعات بما في ذلك صناعة الأغذية، والجاني هو السكر.
ويؤكد الكتاب جارى توبيز، المتخصص في مجال العلوم، أن الجاني هو الشركات التي تصنع السكر وتقوم ببيعه، وخاصة المنتجة لشراب القطر العالي الفركتوز من الذرة، وشركات أخرى تحتوي منتجاتها على ذلك الشراب، في الواقع مجموعة ضخمة من المواد الغذائية الشائعة تحتوي إما على السكر أو شراب الذرة، بدءا من المعجنات إلى الخبز إلى صلصة الشواء وصولا إلى السجائر.
وقد أشارت إحصائية أمريكية إلي أن معدل استهلاك الفرد في الولايات المتحدة من السكر يبلغ إلي نحو 60 كجم سنوياً، ويتهم الكاتب المبادئ والأفكار التي ترتكز عليها الصناعة الغذائية القوية، فيما يعد كتابه تقريراً أكثر شمولاً للعلاقة بين السياسة والعلم - التي تقف وراء صناعة السكر.
ووفقا لتوبيز، فإن السكر هو "السبب الرئيسي للأمراض المزمنة الأكثر احتمالا للتسبب في وفاة الإنسان، أو على الأقل التعجيل بفنائه، في القرن الـ21".
ويأتي صدور كتاب توبيز عن محاكمة السكر؛ في الوقت الذي وصل فيه معدل الإصابة بالسمنة المفرطة بين الأمريكيين إلى واحد من كل ثلاثة أشخاص، كما أن ثلثي السكان في الولايات المتحدة يعانون من زيادة الوزن، وواحد من سبعة أشخاص مصاب بمرض السكري.
ويبني توبيز حجته المقنعة خطوة بخطوة في كتابه بأن استهلاك السكر هو السبب الرئيسي لتلك الأعراض.
ويوضح الكتاب كيف حاولت شركات صناعة السكر الكبرى إنكار حقيقة، ارتباط السكر بالعديد من الأمراض، ومحاولات محاربة الإقلال من استهلاك السكر في الأربعينات من القرن العشرين في فترة الحرب، وفي الخمسينات من القرن العشرين أعلن الرئيس الرئيس الأمريكي أيزينهاور أن السكر خطر على صحة القلب.
ويشير الكتاب إلى أن المناورة الأولى التي قامت بها شركات صناعة السكر كانت لمواجهة التحذيرات من دور السكر في السمنة، عبر الترويج إلي أن السكر مجرد "سعرات حرارية فارغة" وأن الناس يصابون بالسمنة لأنهم يستهلكون الكثير من السعرات الحرارية أو يحرقون القليل من السعرات، وكذلك إلقاء اللوم على الأشخاص أنفسهم، الذين يعانون من زيادة الوزن، وليس على محتوى وجباتهم الغذائية.
وفي الستينات، عندما تعرضت الحصة الكبرى للسكر في السوق للخطر من استخدام المشروبات الصحية المحلاة ببدائل السكر، وأنفقت شركات السكر ومجموعات الشركات التجارية ومستشارو العلاقات العامة، مبلغاً تصل قيمته اليوم إلى أكثر من 4 ملايين دولار، لدعم ونشر بحوث وهمية للحصول على حكم من إدارة الأغذية والعقاقير بأن بدائل السكر، تسبب السرطان ويجب سحبها من السوق، ومؤخرا، قامت شركات صناعة السكر الكبرى بتمويل ودعاية كبيرة لأكذوبة لبعض العلماء، ليس لها أساس من الصحة العلمية، تفيد بأن الدهون المشبعة - وليس السكر أو الكربوهيدرات - هي السبب الرئيسي وراء تزايد حالات البدانة و أمراض القلب في أمريكا، وكذلك في المجتمعات الأخرى التي تتبع الطراز الغربي.