كتب : محمود أيوب
يعتبر الدور الأساسي لدور الأيتام هو تعويض الأطفال اليتامى عن فقد الأب والأم، إلا أن بعض هذه الدور تحول إلى سلخانات للتعذيب وقمع للأطفال في ظل الغياب الشديد لوزارة التضامن الاجتماعي.
واقعة تعذيب الطفل أحمد داخل دور أيتام تابعة لجمعية "الأورمان" الخيرية على يد "الأم البديلة" أو المشرفة، لسيت الوحيدة، ففي السنوات السابقة وقع عدد من حالات التعذيب داخل هذه الدور، في التقرير التالي يرصد الهلال اليوم عدد من حالات التعذيب داخل دور الأيتام.
طفل الأورمان
آخر هذه الواقائع واقعة طفل الأورمان والذي ظهر في فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الأسبوع الماضي، بعدما أظهر الفيديو أحد الأطفال داخل دار جمعية الأورمان لرعاية الأيتام في التجمع الخامس، يظهر فيه صراخ طفل قائلا: "أنا مش عاوز استحمى بالمية الساقعة"، التحقيقات كشفت أن المشرفة "الأم البديلة" حديثة التعيين وليس لها خبرة بالعمل في دور الرعاية وحاصلة على مؤهل ثانوية عامة، تم تحويلها إلى النيابة بعد تحقيق الإدارة العامة للأسرة والطفولة معها، إلا أن النيابة أخلت سبيل المشرفة، لكن المسئولين عن الدار وقعوا عليها عقوبة الفصل، كما قررت إلزام الجمعية بنقل الأطفال؛ وعددهم 15 إلى فروع أخرى لجمعية الأورمان بالجيزة.
تعذيب مشرف الدار لـ7 أطفال
مشهد آخر من مشاهد تعذيب الأطفال داخل دار "مكة المكرمة" ففي عام 2014، انتشر مقطع فيديو على موقع "يوتيوب"، يظهر تعذيب مشرف الدار لـ7 أطفال من الدار من خلال شتمهم وركلهم بوحشية وضرب بعض الأطفال، لمشاهدتهم التليفزيون، غير مبالي بصراخهم وتوسلاتهم إليه كي يسامحهم، وعلى إثر الحادثة قام الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة الأسبق، بحل مجلس إدارة جمعية "مكة المكرمة" لرعاية الأيتام بالهرم وكلف لجنة مؤقتة للإدارة، وتم نقل الأطفال لدار أخرى، كما ألقي القبض على مشرف الدار، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات.
حالات شذوذ جنسية
وفي دار "الحنان" خلال ديسمبر 2014، كشف مواطن عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن وجود حالات تعذيب للأطفال، وصور شكواهم والمخالفات التي ترتكب بحقهم وشهادات المتطوعات والمتطوعين بكل ما يرونه من انتهاكات صارخة، وعند إجراء التحقيقات، تم الكشف عن وجود حالات شذوذ جنسية بين الأطفال، نظرا لترويج السجائر والحبوب بين الأطفال، من قبل المشرفين بالدار.
اعتداء بالضرب والتعذيب
من أشهر وقائع تعذيب الأيتام في مصر 2015 ، واقعة مدرسة خالد بن الوليد بمدينة المنصورة في نوفمبر، عندما كشف عدة طالبات يتيمات تعرضن للاعتداء بالضرب والتعذيب من قبل المشرفات داخل دار "العز" لليتيمات، ولفتن إلى أنهن أخبرنا مسئولي المدرسة التي يدرسن فيها أكثر من مرة بما يتعرضن له من تعذيب من قبل مشرفات دار الأيتام التابعة لجمعية "النور" والأمل بالمنصورة.
وأكد مسئولين أن المدرسة ليست المرة الأولى التي تظهر فيها آثار التعذيب والضرب والعقاب الوحشي الذي يتعرضن له هؤلاء اليتيمات من قبل مشرفات الدار، محررين بذلك محضرا في نجدة الطفل ضد الدار برقم 114693، بالإضافة لإخطار الشئون الاجتماعية لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد الدار وحماية التلميذات، مطالبين بالإفراج عن التلميذات المحبوسات بالدار.
5 فتيات يتعرضن للضرب والحرق
في شهر نوفمبر 2016، أغلقت وزارة التضامن دار أيتام "جنة الخير"، بعد ثبوت تعرض 5 فتيات لا تتجاوز أعمارهن 10 أعوام للضرب والحرق، وإجبارهن على الجلوس على "سخان" أو شيء معدني ملتهب، ما أصابهن في مناطق حساسة بأجسادهن، وفقا لما أكده فريق التدخل السريع بالوزارة.. على ضوء زيارته الميدانية ولقائه بالبنات، وتأكده من وجود آثار حروق وكدمات بالأطفال، كما تم تخصيص أخصائيات سيدات للعمل في الدار، بدلا من المتواجدين، ثم يتم إعادة الفتيات الصغار إلى الدار مرة أخرى.
23 مليون جنيه تكلفة خطة تطوير دور الأيتام والمسنين
من جانبها قالت الدكتورة سحر مشهور، مستشار الوزيرة للرعاية الاجتماعية، بوزارة التضامن الاجتماعي، إن هناك خطة لتطوير دور الأيتام والمسنين وسيتم تدشينها آخر يناير، مشيرة إلى أن الوزارة قدمت تقييم لجميع دور الأيتام والمسنين، وتم تحديد الدور التي تحتاج إلى تطوير سواء تدخل على مستوى البنية التحية أو على مستوى الممارسات المهنية بناءً على معايير جودة وأداء دور الأيتام، والمسنين وهي لأول مرة تتواجد في مصر.
وأضافت مشهور في تصريحات خاصة لـ" الهلال اليوم"، أن العدد الإجمالي لدور الأيتام والمسنين 468 دارا للأيتام و168 داراً للمسنين على مستوى الجمهورية، وجميع دور المسنين تحتاج لعملية التطوير، ولدينا 385 من دور الأيتام تحتاج إلى إعادة تطوير، بتكلفة 23 مليون من صندوق دعم الجمعيات.